لحظات من الفرح الكبير

لحظات من الفرح الكبير بمغادرة السجون والعودة الى الحياة .. الكثير منهم قضو ما يزيد عن ثمان سنوات وهم في الاسر .. هؤلاء الأسرى من مختلف المستويات العمرية ـ شباب ، وشيوخ ـ وحتى نساء .. الحرب لا تفرق بين شخص وآخر ... عسكريين ، ومدنيين ، صحفيين ، وأمنيين ..

لاول مرة منذ سنوات سوف يقضون عيد الفطر مع أهلهم وذويهم .. البعض يلتقي بابنه أو ابنته لاول مره .. لانه لم يراه ـ أي انه وقع في الاسر وابنه في بطن امه لا يزال جنيناً ..

الشعور بالحرية والتحرر من الاغلال والجدران ، والقيود هو شعور لا يعرف قيمته الا من وقع في مثل ظروف هؤلاء .. البعض منهم صار معاقاً حركياً .. والكثير منهم سوف يحتاج الى اعادة تأهيل نفسي ليتمكن من ممارسة حياته الطبيعية ..

هم فرحين .. وثلاثين مليون يمني ايضاً فرحين بخروجهم .. فرحين لفرحهم ، وفرحين لانهم يمثلون بارقة أمل في انفراج الاوضاع وانتهاء هذه الحرب العبثية والى الابد ..

كان الكثير من اليمنيين قد وصلوا الى حالة اليأس من تحسن الاوضاع والعودة الى الامن والسلام .. لكن هذه الصفقة من الاسرى ما أن دخلت حيز التنفيذ حتى تنفس اليمنيين الصعداء وبدأ أملاً جديدا يتشكل في الحياة اليمنية ..

كان الاتفاق الايراني السعودي على استئناف العلاقات الديبلوماسية الذي قام على أساس حل الازمة اليمنية وايقاف الحرب باعتبارها الاختبار الحقيقي لنجاح هذا الاتفاق .. كان ذلك  هو بداية الأمل عودة النبض الى شريان  الشعب اليمني .. ثم التفاهمات السعودية اليمنية ، وزيارة الوفد السعودي العماني الى صنعاء .. كل ذلك حرك المياه الراكده وبدأ الجميع يشعر بأن شيئاً ما في الافق سوف يعيد لليمن السعيد سعادته التي فقدها منذ عقد من الزمان .