تاكس فري Tax Free (قصه قصيره ) - Elegant Writer

Breaking

السبت، 19 أكتوبر 2019

تاكس فري Tax Free (قصه قصيره )

    التسوق في شوارع اسطنبول له نكهه خاصه .. حيث تجد الماره من مختلف البلدان يتجولون في المجمعات التجارية الكبيره  ، وقد يعترضك بعض متعاطين الخمور والمخدرات فيدعونك الى تناول مشروبات البيرا والكحول .. وربما يعرض عليك  أحدهم ما لديه من النساء التي أنهكها البغاء .. تسمع مكبرات الصوت أذان الصلاة .. وفي نفس الوقت تجد من  يداعب صديقته ويغمرها قبلات أمام المسجد مباشرة .. انها اسطنبول .
   كثير من الحياء وقلة الحياء في شارع واحد .. في ساحة تقسيم التي تتوسط شوارع عده ، ومجمعات تجاريه كنت أتجول .. قمت بشراء بعض الملابس ، وعند سداد قيمتها فوجئت بالكاشير وهو يمنحني فاتورة الشراء يمنحني فاتورة أخرى اضافيه بعد أن قام بتدوين بعض المشتريات فيها وقال لي هذه تاكس فري .. أي أنها معفيه من الرسوم الجمركيه حسب ما فهمت منه ، وقال لي أن أعرض هذه الفاتوره في المطار قبل مغادرتي ليتم اعادة نقودي التي دفعتها كرسوم لتلك المشتريات .
   شعرت بارتياح كبير أن يكون نظام بهذا الشكل وزاد حبي واعجابي بـ تركيا .. رغم أني لم أكن مغرما بمتابعة المسلسلات التركيه ، ولا انجذب للنساء التركيات .. كان هناك كثير من النساء يتسوقن ، والبعض منهن يعملن في البيع والشراء في المجمعات التجاريه .. وكنت أشعر دائما بانني على حق عندما كنت أرى كثيرا من الفتيات الروسيات ، والشيشانيات ، وبعض الأوروبيات يتسوقن وكان بالفعل يتلاشى جمال النساء التركيات أمامهن ـ اذ لا مقارنه ـ فمعظم ما رأيته من تركيات يفتقدن الى الخلفيه الكرويه والصدور الفاتنه ، والقوام الساحر الذي يتميزن به الروسيات والأوروبيات .. كنت أتجول وأزدادت رغبتي في شراء المزيد من الأشياء رغم أنني لست بحاجة لها بسبب هذا الذي عرفته لاول مره (تاكس فري) .. انفقت معظم مالدي من نقود وأنا منشغل بمراقبة تموجات النهود .. واصلت التسوق والتجول ـ لم أكن أدرك بأنني قد تجولت أكثر من اللازم .. شعرت بارهاق .. لم أكن أدرك بأنني غادرت شوارع المجمعات التجاريه وأنني صرت في أزقة شبيهة بأزقة صنعاء القديمه ..اعترضني بعض الأشخاص كان يبدو عليهم أنهم قد تعاطوا بعض الخمور ، وربما الحشيش أو المخدرات .. لكنهم على أي حال لم يكونوا في حالة الثماله ... تحدثوا معي بلغة عربيه قريبة من اللهجة السوريه .. اتفضل .. اتفضل ... عايز تشرب شي ..
ترتاح ؟  .. سألتهم ايش عندكم .. ردوا عليا : عندنا كل اللي بدك ..
     دخلت المحال .. موسيقى ليست صاخبه .. أشاروا لي أن أجلس على طاوله في زاوية المكان .. سألوا : ويسكي ؟ قلت لهم لا .. طيب بيرا : قلت لا ... واحد بيبسي لو سمحت ؟ جلس الاشخاص في المقاعد المقابله وخلفهم مجموعة من النساء يبدو عليهن التعب والاعياء الذي عجزت مساحيق التجميل عن اخفاؤه ... سألونا : الاخ من وين ؟ من الخليج ؟ من السعوديه ؟ قلت لهم لا .. من وين ؟ رديت عليهم : مش مهم تعرفوا ... قالوا : بدك بنات شوف اختار لك .. قلت لا أنا ما بدي ... اقتربت فتاتين ناحيتي : ليش ما بدك .. راح نريحك .. قلت : أنا مرتاح كذا .. فجأه لاحظت أحدهم يقترب ويحاول ادخال يده في جيبي .. كم معك ؟ ممكن تروينا كم معك فلوس ؟ قلت لهم حق ايش ؟  ـ لم يكن معي كثيرا من النقود ـ لاني كنت قد أنفقتها في شراء ملابس ـ لكني كنت خائفا على فاتورة تاكس فري .. لاحظت بأنهم يحاولون الانفراد بي .. يتكلمون بصوت منخفض حتى لا يسمعهم من في الطاولات المجاوره .. صرخت فيهم باللهجة اليمنيه : ياابن الكلب قلت لكم لا أشرب الخمر .. لا أريد نساء .. ورميتهم بطفاية سجائر زجاجيه ... سرعان ما أنتبه من في الطاوله المجاوره وجاؤا تجمعوا حولنا كانوا يتحدثون بالتركيه .. لا أدري ماذا يقولون .. تحدثت مع أحدهم بالانجليزيه ..  وضحت لهم  رفضي عروض  الويسكي والفتيات  التي قدمها لي ذلكم الاشخاص ..ومحاولتهم سرقتي .. قلت لهم " أنا سائح وهؤلاء لصوص".. وبمجرد أن وضحت لهم الموقف قام أحدهم بصفع ذلك المخمور الذي وضع يده في جيبي  ، واجباره ومن معه على الاعتذار والسماح لي بالمغادرة .. قالوا لي : نأسف على ما حدث من سوء تفاهم  ولكن عليك أن تدفع تكلفة مشروبك وتدفع ثمن ما شربته الفتيات .. قلت لهم سأدفع فقط مقابل البيبسي التي شربتها، لم أدع الفتيات على الإطلاق للشرب لذلك لا يجب علي دفع ثمن شرابهن .. تدخل أحد الأشخاص ـ فأقترح ـ أن أدفع 50٪ من الفاتورة ، وقد دفعت لكنها كانت باهظة  .. بعد مغادرتي ذلك المقهى .. سألت أحد الماره عن مقر الشرطه السياحيه فذهب معي على الفور ، أخبرت  الشرطة السياحيه بما حدث. جاؤوا معي ، وأعربوا عن اعتذارهم وأجبروا صاحب المقهى على اعادة نقودي بعد خصم قيمة علبة البيبسي ..

.بعد أن غادرت المقهى .. شكرت الشرطه السياحيه ، وودعتهم .. واصلت المشوار .. توقفت عند فندق سياحي يبدو من مظهره أنه محترم  .. كنت بحاجه الى عمل مساج .. سألت موظفة الاستقبال هل يوجد هنا مساج أشارت لي الى الدور الأرضي ( البدروم ) نزلت .. هناك سلمت جواز السفر للمختص الذي أشار لي الى الدولاب الذي أضع فيه ملابسي وأعطاني المفتاح ..
وضعت ملابسي هناك .. دخلت غرفة المساج ... فتاة جميله سمراء ممتلئه أخذت تتجول بيديها في كل أنحاء جسدي .. تسألني :
-         من أين أنت ؟ أجبتها
-         من اليمن ..
-         هل أنت تعمل هنا أم سياحه ؟.. قلت لها
-         زياره ... سألتني
-         هل تقيم في هذا الفندق : قلت لها
-          لا في فندق آخر .. كنت مرتاح لها سألتها من أين أنت : قالت أنا من أريتيريا .... لم أكن أتوقع أن هناك اريتيريات بذلك الجمال .. بدأت أغازلها .. حاولت .. قالت
-         أنا بدأت عملي هنا اليوم فقط ، ولا أعرف النظام هنا  .. لكني ألاحظ أنهم لا يرتاحون لأن أقوم بعمل علاقات مع الزبائن ... لكن  اعطني عنوان الفندق الذي تقيم فيه وأنا سأتيك الى هناك . .. اكملت المساج أخذتني الى غرفة الشاور .. وعملت لي شاور في قمة الروعه ..  بعد أن خرجت من المساج والشاور كنت أشعر بنشاط وحيويه نسيت أن اعطيها عنوان الفندق حيث أقيم وغادرت  بمفردي الى هناك بعد أن أخذت مقتنياتي وجواز السفر ..
          كان موعد مغادرتي اسطنبول صباح اليوم الثاني .. قمت بتجهيز حقيبة السفر منذ المساء .. وبلغت السائق بموعد المغادره .. كل تفكيري وأنا أجهز حقيبة السفر كان في التاكس فري ..
    وصلت صباح اليوم التالي مطار اسطنبول .. وبمجرد وصولي سألت من أين أستعيد رسوم الجمارك التاكس فري .. وبينما أنا أسأل موظف استعلامات المطار اذا بفتاة مصريه جميله ..  فارعة القوام ـ وكانت تسير مع عائلتها ، وقبل أن يجيبني موظف الاستقبال أجابتني هي :
-         تعال معي .. أنا ايضا لدي تاكس فري .. سلمت حقيبتي وحقيبتها الى عائلتها ، وذهبنا معا لنستعيد التاكس فري .. كانت تمشي أمامي ، وكنت أتعمد أن أمشي ببطء لأتأمل تموجات شعرها الطويل  ، ومشيها الجميل ... كانت تقدم فاتورتها وتوقعها من مكتب الى آخر ... كثير من التوقيعات ... والاجراءات والتعقيدات .. لكني حينها لم أعد أفكر في فاتورة التاكس فري .. انشغلت بالفتاة المصريه ... وفي آخر اجراء قيل بعده سوف نتسلم التاكس فري ... قدمت فاتورتها .. أخذت توقيع الموظف المختص ، أشار لها الى نافذة الصندوق التي تستعيد فيها الرسوم .... قالت:
-          هات فاتورتك ... فتشت في كل جيوبي لم أجد الفاتوره ..... ضاعت التاكس فري ... ذهبت هي لاستعادة نقودها .... بينما عدت معها خالي اليدين (هاندس فري) ..... لكني كنت سعيدا بمعرفتها .. وجلسنا في الطائرة نتحدث ونضحك سويا لما حدث وصارحتها كم أنا معجب ومنشغل بها الى درجة أنني فقدت فاتورة التاكس فري ، وصارحتني بأنها كانت تدرك ذلك .. فيما أصرت على أن أقاسمها التاكس فري بتاعها .. قالت رجاء عشان خاطري .. أنا السبب ... قبلت نصف المبلغ منها .... لكني اشتريت لها بالمبلغ هديه من السوق الحره للطائره .... وشربنا معا نخب التاكس فري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق