المقطــع الأخيــــر ـ قصه قصيره ـ - Elegant Writer

Breaking

الأربعاء، 6 نوفمبر 2019

المقطــع الأخيــــر ـ قصه قصيره ـ

  

 بينما كنت أستكمل مقطع الفيديو الذي يبرز ملامح مذيعتي المثيره التي أعشق .. كنت أتنقل بين مواقع التواصل الاجتماعي (من الفيسبوك الى تويتر .. الى انستغرام ....) ثم أرد على الرسائل الأسبوعيه الروتينيه (جمعة مباركه ) .. كثيرا من العشق يلتهمني في هذا الخميس الأتيم .. تذكرت حبيبتي وتناسيت مصيبتي .. وهاأنا من جديد أستعيد قدرتي على التركيز في عالم النساء .. عالمي الذي يحسدني البعض عليه ، ويغار منه البعض الآخر ، ويتشفى بي الغيارى والحاسدين .. لا أعطيهم انتباه ، وليس لدي الوقت لأتأمل فبركاتهم حول علاقتي بنسائي ماضيا وحاضرا..
    مع أنه لم يعد لدي نساء حقيقيات .. بل صار لدي نساء افتراضيات في عالمي الافتراضي (أون لاين ) .
    توقفت عند خلفية على الانستغرام لا يهمني هل هي فعلا حقيقية أم أنها فوتوشوب .. وان كانت فوتوشوب فقد كانت من الأثارة بحيث فقدت بسببها التمييز بين الخميس والجمعة المباركه .
     قفز الى ذهني ذلك الحلم التي حلمته بالأمس أو بالأصح صباح اليوم فأنا قليلا ما أنام الليل .. فأؤجل نومي وأحلامي معه الى الصباح .. لقد رأيت في منامي ذلك الشهيد  الذي تأثرت به كثيرا في مسيرتي العمليه .. رأيت طائرة استطلاعية مسيره تطير على علو منخفض قريب منه فتصنع دائرة من الدخان الأبيض حوله وكان هو الآخر يمسك بطائرة مسيرة أخرى في يده ويلف بها بطريقة دائرية حول تلك الطائرة الاستطلاعية التي كنت أظنها طائرة هجومية تتأهب لقصف ذلك  الشهيد  الذي كثيرا ما أحببته وتأثرت بشخصيته القياديه البارعه .. وحتى في الحلم  كان من الشجاعه والشموخ بحيث لم يتحرك قيد أنملة من مكانه.. فبينما الطائرة   كانت تقترب شيئا فشيئا منه .. كان يواصل  أدارة طائرته  حول الطائرة المعاديه حتى أجبرها على الرحيل  .
   أصبح المقطع جاهز لتلك المذيعة التي طالما أبهرتني بجمالها وتحليلاتها الرشيقه ، وعنفوان غنجها بقدر ما أبهرني حجم الكذب والتضليل في القناة التي تعمل فيها .. لا أعرف هل هو التضليل شكل آخر من أشكال الجذب  نحو المذيعات .. أم أنه الحب الأعمى الذي يترك الكذب والتضليل يتبخر بينما يركز على شفاه قرمزية ، وشعر غجري ، وخصر لعوب ..  يوشك أن يرقص لكنه لا يفعل .. وأنا معه أترنح بين مشاعر الحزن على وطني المدمر تحت مبرر التحرير .. وبين مشاعر العشق .. لأتذكر ذلك المسلسل السوري الذي كثيرا ما تابعته وأتذكره جيدا ـ ( حب محرم ـ صرخة روح ) حين تقع الأم في حب زوج ابنتها وتعيش ذلك العذاب المزدوج ـ عذاب الشعور بالذنب وعذاب الحب ـ .
  هل أكتفي بهذا المقطع .. لا سوف أضيف عليه مؤثرات صوتيه .. أظفت اليه الأغنية اليمنية التي أحبها .. ها هو الفنان فؤاد الكبسي   يغني ( عاد الناس يقولوا سلام )  بينما هي  تطوف  في الأستوديو على شاشة اللابتوب .. فجأة هي نفسها تطل من شاشة التلفاز : أهلا بكم أعزائنا المشاهدين الى حدث اليوم قصتنا الأولى من اليمن : قامت قوات التحالف بقصف مواقع تابعه للميليشيات الحوثيه في النهدين ، الحفا ، قاعدة الديلمي ... لم أفاجأ بالقصف ، وككل اليمنيين في العاصمة صنعاء صار هذا الخبر روتينيا  نسمعه على مدى أربع سنوات وهانحن في السنة الخامسه .. كنت أشتاق لرؤيتها (المذيعه ) وأعرف موعد ظهورها لألتقط لها مقاطع جديده بأزياء جديده .. كان ذلك يغيض الكثير من النساء الأخريات وبعض زوجاتي أكثر من غيرتهن علي من نساء حقيقيات ..
     فجأة ست غارات متتابعة لطيران التحالف .. اهتز المبنى  .. تحطمت النوافذ سقطت شاشة التلفاز من الجدار .. انفجر اللابتوب .. خرج جميع سكان العماره  . . تحول اللابتوب الى أشلاء .. تحطمت الجدران .. هرولت الى تليفوني في الغرفة المجاوره لأنقذه .. قبل أن أفتح قائمة الرسائل الجديده في الواتس أب حطمته شضية طائشه بينما كنت أتذكر كلمة المرور الى حسابي في الفيسبوك .. كنت على وشك أن أكتب آخر منشور لأصدقائي الافتراضيين أحدثهم عن المقطع الأخير .. الغارة الأخيره ... لكنني تطايرت في الهواء أشلاء ، كانت يدي لا زالت ممسكة بالذاكره 16 جيجا التي احتفظت فيها بكل المقاطع باستثناء المقطع الأخير  بينما اليد الأخرى ترفع إشارة النصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق