مقطع من روايتي جراح على جدار الذاكره - Elegant Writer

Breaking

السبت، 19 أكتوبر 2019

مقطع من روايتي جراح على جدار الذاكره

كم كنت أتمنى أن أكون فاقدا للذاكره .. ولا أسمح للماضي في أن يتحكم بحاضرنا ومستقبلنا معا .. ياحبيبتي .. ان النسيان كثيرا ما يكون نعمة لصاحبه يجنبه استنفاذ طاقته الايجابيه ، ويجعله متفرغا للتفكير في  الحاضر والمستقبل .. ولربما انه يحرره من قيود ومآسي الذكريات الأليمه .. ومع أن الماضي قد لا يكون برمته سلبيا ، أو مأساويا .. لكن ذلك  الجزء السلبي هو الذي يتحكم بنا   خاصة عندما يكون بمثابة جراح على جدار   الذاكره .. وعندما نعيش الحاضر بذاكرة مجروحه ، نجرح قلوبنا ، نجرح مستقبلنا ... وتذكرنا لها باستمرار يعمقها أكثر فأكثر .. فتستنزف الكثير من طاقاتنا ، وامكاناتنا .. بل أنها تلتهم حاضرنا ، وقد تلتهم معه المستقبل ... ولربما ننقلها الى الأجيال من بعدنا  عبر الجينات الوراثيه .. ان مواجهة الحاضر بذاكرة مجروحه  هو أسوأ بكثير من مواجهته بدون ذاكره تماما  .. لان الذاكره الصافيه النظيفه تكون قد تحررت من ملفات الماضي ، وفيروساته .. وتكون جاهزه لنبني عليها مستقبلا أفضل ..
    آه كم أتمنى أن أتخلص من ذكرياتي القريبة والبعيده .... لنكون معا بذاكرة واحده ، مشتركه نتجه بها معا نحو المستقبل ..
ـ  حسنا لا تقلق ياعزيزي .. سأجعلك تنسى ماضيك ، وأبني لك قصرا في ذاكرتي وفي قلبي تتربع عليه وحيدا دون أن يمسك الضرر ، وسأشفيك من كل الجراح .. وأنت معي لن تتذكر شيئا غير اني معك .. وأني لك وحدك ..
                                                            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق