حيـوية التنـوع - Elegant Writer

Breaking

السبت، 19 أكتوبر 2019

حيـوية التنـوع

      من طبيعة الحياة وبطبيعة الحال أن التنوع في (الالوان ، الاشكال ، الاجناس ، الاديان ، الحضارات ، الآراء ، المعتقدات ..... الخ ) هو سنة من سنن الكون ، وهو أساس التطور وحركة الحياة .. حتى أن انتقال الاجسام من حالة السكون الى حالة الحركه لا يتحقق الا بوجود أقطاب سالبه وأخرى موجبه .. فلا يمكن للموجب بمفرده أن يحرك ساكنا ، كما لا يمكن للسالب أيضا .. وكما هو الحال في علوم الطبيعه والكيمياء ، والرياضيات .. هو الحال ـ أيضا ـ في الحياة السياسيه والاجتماعيه والثقافيه .. فلا يمكن لاتجاه واحد أو حزب أو قوة بمفردها أن يحقق أو تحقق التقدم والتطور المنشود .. أو أن تلغي الآخرين لأن مثل هذه القوى تعتبر متخلفه عن ركاب العصر وهي الشكل المعبر عن الجمود والاستاتيكيه ، وعدم احترام العقل والمنطق والحقائق العلميه ..
     هذا ما يفسر أهمية أن تنطلق المسيرة اليمانيه نحو المستقبل من ادراك حقيقة الاحتياج المتبادل لكل القوى الوطنيه بصرف النظر عن انتمائاتها السياسيه أو الفكريه أو المذهبيه أو الجغرافيه ... فاحترام التنوع هو أساس الايمان بالتشارك .. بل أنه المنطلق لتحقيق الشعور بالتوحد .. عندما  يشعر كل فرد وكل فئه من فئات المجتمع أنه يمتلك فرصا متكافئه في الحقوق والواجبات بقدر ذلك الشعور يكون شعوره بالانتماء للوطن لا أكثر .
       وكما هو حال الاحتياج المتبادل الذي يفرض واقع الشراكه واحترام الآخر على المستوى الوطني .. كذلك أيضا الاحتياج المتبادل لبناء شراكه حقيقيه مع المحيط الاقليمي والعربي والدولي وفقا لأولويات سياستنا الخارجيه التي تفرض تحركا سياسيا ديبلوماسيا يليق  باليمن ، تحركا يقوم على المصالح المشتركه ، والاحترام المتبادل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق