ورقة عمـل حـول : دور الوسائط الاعلاميه في تنمية العلاقات العربيه الصينيه - Elegant Writer

Breaking

الأحد، 27 أكتوبر 2019

ورقة عمـل حـول : دور الوسائط الاعلاميه في تنمية العلاقات العربيه الصينيه

مقـدمـه :

مع بداية الثورة الرقميه وتكنولوجيا الاتصالات ، أخذ الاعلام يتطور بشكل مذهل – اذ شهد ثورة بنفس القدر – من خلال استخدام وسائط الاعلام في نقل الخبر والتحليل ، والمؤثرات الضوئيه والصوتيه ، والصور الثابته والمتحركه ، وقد أسهم هذا الشكل الجديد من التعامل مع المعلومه في تنمية القدره على نقل المعلومات ، والنفاذ الى المعلومه بسرعة فائقه .. من هنا بات من الواضح ما أفضى اليه الكم الهائل من تبادل المعلومات من  تعزيز عملية الاتصال والتواصل بين الشعوب والحكومات ، وخاصة  في أوساط النخب الاعلاميه والفكريه والثقافيه المؤهله تأهيلا عاليا في التعامل مع  الثورة الرقميه ، سواء في الكم الكبير من الفضائيات ، او المواقع الالكترونيه على شبكة الانترنت .. وقد انعكس ذلك على كل أشكال العلاقات التجارية الاقتصاديه والثقافيه بشكل عام .. غير أن العلاقات  العلاقات العربية الصينية على خصوصيتها قد أخذت  طابعا أكثر من التفاعل والنمو بحكم تنامي الاقتصاد الصيني بعد الاخذ بسياسة الاصلاح والانفتاح التي اتبعتها الحكومه الصينيه عقب تفكك المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي سابقا .. وقد ساهم الاعلام سواء الصيني أو العربي في الدفع بالعلاقات الاقتصاديه التجاريه بين الاقطار العربيه والصين ، وأضحى المنتج الصيني حالة مؤثره وفاعله في النمط الاستهلاكي للانسان العربي .. وبحكم طابع الصداقه الذي تتسم به العلاقات الصينيه مع العرب احتل المنتج الصيني موقعا متقدما في الافضليه .. ولاشك أن الاعلام ليس فقط بطابعه الترويجي الدعائي ، وانما الاعلام بطابعه السياسي والثقافي هو الاخر كان ولا يزال له دور كبير في تزايد اتساع السوق العربيه المرحبه بالمنتجات الصينيه ..

  ومن ناحية ثقافيه يجمع الشعوب العربيه بالشعب الصيني أن كليهما ينطلق من قيم حضاريه وتاريخ عريق سهل ويسهل من تعزيز العمليه الاتصاليه على الرغم من محدودية المجاميع العربيه التي تتحدث اللغة الصينيه ..

    لقد  نجحت جمهورية الصين الشعبيه الى حد كبير في أن تضع لنفسها مكانة مرموقه في السلوك اليومي للانسان العربي بحكم تعاملها الايجابي مع القضايا العربيه وبالذات  قضية العرب في صراعها الحضاري مع العدو الصهيوني ، كما أحرزت الاقطار العربيه نفس النجاح في الذاكرة الصينيه من خلال موقفها مع وحدة الصين  .

  تشخيص الوضع الدولي  الراهن للاعــلام   
          
       بفضل الثورة المعلوماتية الحديثة في جميع وسائل الاتصالات والإعلام  أصبح الانسان في هذا العصر  يتلقى كما هائلا  من المعلومات والأخبار والدعايات  التي تبث عبر الاقمار الصناعيه والاجهزة الرقميه  متجاوزة الحدود الجغرافيه .. فضلا عن المعلومات  التي يختارها المتلقي عبر شبكة الانترنت ، فلم تعد المسافة  عائقا  للاتصال وتبادل الأفكار .
     ومع ما توفره وسائل الاعلام والاتصال من أسباب  الاندماج والتجانس الحضاري  فإن كثيراً من المفكرين يحذرون من الخطر الذي  تجلبه من جميع أنحاء العالم والذي يحمل معه تهديدا حقيقيا  للخصوصيات والثقافات القومية الخاصة للشعوب .
     ان  الوضع الدولي يكشف عن حالة من الاختلال في تدفق المعلومات اذ  يمنح الدول الكبرى الهيمنة على مصادر المعرفه  والمعلومات القدرة على السيطرة وتوجيه النظام الاعلامى الدولى لصالحها  وعلى حساب  اطراف اخرى لا تتمكن في الوضع الراهن من تحقيق الادنى من النفاذ الى المعلومات  والمعارف . . الامر الذي تتزايد معه تحديات الصراع الثقافي ، والتحديات الحضاريه  علاوة على ما يشكله من تحكم في استراتيجيات ومنظومة العلاقات الدوليه .. والانحياز الى الثقافة الغربيه وبالذات الثقافة الامريكيه .
      شكل عدم التوازن في انسياب المعلومات  وسيادة الاتجاه  أحادي الجانب للإعلام القادم من المراكز الدولية المهيمنة على تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ومصادر المعرفة والتراث الإعلامي إلى الأطراف الفقيره ..ـ شكل ذلك ـ عاملا في فرض قيم وقناعات المجتمع الغربي ، تلك القيم التي  تشكل في البعض منها تهديدا للقيم والثقافات الخاصه للدول والشعوب الناميه والفقيره ، ومنها الشعوب العربيه .. كما أسهمت بشكل كبير في  التأثير على اتجاهات الرأي العام  .

توجهـــات المستقبـــــل 
       لقد استطاع الإعلام الاستفادة من الوسيلة الرئيسية للعولمة وهي  تقنية المعلومات التي ساهمت بشكل كبير في تطوير أساليب الطباعة والإخراج وسرعة الإنجاز  .. إن من يتخلف اليوم عن المتابعة والاستفادة من المستجدات التقنية الحديثة سوف يجد نفسه متخلفا عن ركب الحضارة والتطورات المتسارعه التي تتجه نحوها تكنولوجيا الاتصال والاعلام .  وهو ما يفرض علينا إعداد الكوادر  المؤهلة في مجال الإعلام القادره على الموائمة بين  تحقيق التميز خارج الحدود مع القدرة على الإقناع في الداخل والخارج  بحنكة ومصداقيه .. بحيث يلعب الاعلام دورا رياديا في تأمين ثقافتنا ومبادئنا وفلترة ما يورد الينا من الثقافات الاخرى وفقا لما يفيد مجتمعاتنا .
     ويحتل التنين الصيني مركزا متقدما في صناعة الرأي العام العالمي بحكم  التطور الكبير الذي قطعته الصين  في ميدان الاقتصاد والتصنيع ، وبالذات في مجال تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتيه .. ذلك أن تطور وسائل الإعلام والاتصال ودورها في نقل وشرح القرارات السياسية والاقتصادية خلق نوعا من التأثير السريع في العلاقات بين الدول سواء كانت متجاورة ام بعيدة مما يتطلب التنسيق وتوثيق التعاون بين الإعلام الصيني والعربي.. يتواكب ما تشهده الساحة الصينية من تسارع في مجال تقنية الاتصال والمعلومات  مع ما يشهده العالم من اتجاه الى سياسة التكتلات الكبيرة والتجمعات الضخمة في مختلف المجالات ليؤكد انه ليس امامنا سوى خيار واحد يقوم على  استخدام نفس الأسلوب في مجال الإعلام من خلال تنمية روابط العلاقة بين وسائل الإعلام في الدول العربية مع نظيراتها في جمهورية الصين الشعبية  لتعكس الثقافتين العربية والصينية للشعبين وتبرز المشترك الثقافى للامتين وتدفع بحوار الحضارتين الي الامام .. وذلك من خلال :
ü      تعزيز سبل التعاون والتنسيق في ميدان الاعلام والمعرفه  ، ودفع التعاون  الاعلامي من اجل تعزيز الصداقة   العربية- الصينيه . .. ويسهل من ذلك ما يبديه الاصدقاء الصينيون من رغبة في تعزيز هذا التعاون  والتنسيق  إثراء للتعاون العربي الصيني والاجتهاد من اجل تحقيق المصالح والمنافع المتبادلة.
ü      تطوير آفاق التعاون العربي الصيني في ميادين العلم والتكنولوجيا   ووسائل الاتصالات الحديثة تعزيز التشاور من اجل التوصل إلى رؤية مشتركة لتحديات المستقبل  ..
ü     أن  تلعب المؤسسات الاعلاميه دورا رياديا في ابراز الصين في الثقافة العربيه ، وكذا العرب في الثقافة الصينيه .
ü      المزيد من الحوار والتواصل بين الحضارتين العربيه والصينيه ، وتفعيل التكوينات والفعاليات والمنتديات المشتركه القائمه .
ü      تعميق التعاون الاعلامي بين الجانبين في مجالات تعزيز قنوات الحوار الدولية والاقليمية والسعي إلى خلق نموذج للاحترام والفهم والتسامح بين الحضارات المختلفة والعمل على تفادي الدعاوي المؤدية إلى صراع وصدام الحضارات.
ü      دعم الركائز الاساسية  التي تدعم التقارب الثقافي والفكري والتكامل الانساني الذي يتيح للجميع النظر للمستقبل في إطار من التعددية الفكرية والثقافية والعقائدية المبنية على مبادئ احترام الاخر والرغبة في التعايش السلمي وتحقيق الامن والاستقرار والتضامن السياسي الذي يستند إلى ثوابت ومبادئ مشتركة.
ü     دعم وتشجيع جميع المبادرات والجهود التي تهدف إلى نشر ثقافة التسامح والتناغم في مجال حوار الحضارات على المستوى الاقليمي والدولي .
ü     تنمية دور الوسائط الاعلاميه للجانبين في  توطيد العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والشعبية وتطويرها وتنسيق المواقف في المحافل الدولية وتعزيز التشاور السياسي على كافة المستويات.
ü     تطوير العلاقات الاعلاميه والثقافية الصينية العربية وتعزيز بناء اليات  التعاون الصيني العربي وتفعيل دور الحضارتين الصينية والعربية في التعامل مع التحديات الناتجة عن العولمة وفي تعزيز مفهوم حوار الحضارات وبناء عالم متناغم وتفعيل دور التعليم والاعلام والثقافة والترجمة في دفع الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية وتعزيز التفاهم بينهما على قاعدة الاحترام للتنوع الحضاري وتباين الانظمة الاجتماعية والانماط التنموية والمعيشية لمختلف المجتمعات والالتزام بروح المساواة والاحترام المتبادل وتقدير مساهمات مختلف الشعوب في تقدم وإثراء الحضارة الانسانية والالتزام بروح الانفتاح والتسامح والعمل على توسيع القواسم المشتركة مع الحرص على استقلال الارادة واحترام الخصوصيات والتقاليد الوطنية الاصيلة ودعم سبل التفاهم والتلاقح بين الحضارات المختلفة من اجل تحقيق التنمية المشتركة.
ü     إقامة فعاليات مهرجانيه اعلاميه   ثقافيه مشتركه عدد من المدن الصينيه والعربيه .
ü      تشجيع الاعلاميين والصحفيين واجهزة الاعلام الحكومية والخاصة الصينية والعربية على القيام باعداد برامج سياسية وثقافية واقتصادية ووثائقية استطلاعية عن الصين والدول العربية , وتنظيم فعاليات ثقافية عربية في اكبر واهم المدن الصينية.
ü     الاستفادة مما لدى الجانبين العربي والصيني من امكانيات كبيرة من تطور تكنولوجي وتقنية معلومات ومال وكوادر بشرية وامكانيات اخرى تستطيع ان تساهم بشكل كبير في تقليص الفجوة الاتصالية بين المجتمع العربي والصيني للمساهمة في بناء شراكة استراتيجية مبنية على تفهم أهمية ترابط العلاقة بين الحكومات والشعوب .
ü     تنمية العلاقات في المجال الإعلامي والثقافي من خلال تبادل زيارات الإعلاميين والمثقفين وعقد الدورات التدريبية وإقامة أنشطة إعلامية وثقافية بين البلدين والتنسيق لتبادل المعلومات في مجال الأبحاث الإعلامية .
ü     تشجيع القطاعات الأهلية والمؤسسات الخاصة في وسائل الإعلام للمساهمة في التعاون الإعلامي والثقافي بين الدول العربية والصين وعلى انشاء المؤسسات  المعلوماتية الرقمية لتغذية العلاقات العربية الصينية .
ü      تحديث الآليات  المشتركه للعمل الإعلامي  بما ينسجم مع  التطورات السياسية والإعلامية والاقتصادية التي تشهدها الدول العربية والصين والعالم وفقا لاحدث  التقنيات العلمية لتكنولوجيا الاعلام والاتصال ، والعمل معا من أجل تطوير العلاقات العربية الصينية من خلال مجال الاعلام والاتصال.
ü     تشكيل آلية متابعه  من ممثلي الوفود الإعلامية العربية والصينية في القطاعات الحكومية والأهلية وان يتم رسم أهداف واضحة لعملها بهدف بناء صورة نمطية ايجابية عن العلاقات العربية الصينية في المحافل الإقليمية والدولية.
ü     اقامة الملتقيات  لمراكز المعلومات في المؤسسات الاعلامية العربية والصينية لتبادل المعلومات والبحوث في مجال الإعلام حول تطوير العلاقات العربية الصينية واجراء قياس رأي عام للتعرف على اتجاهات  مختلف شرائح المجتمع  العربي والصيني .
ü     اقامة دورات تدريبة للاعلاميين لتأهيلهم لادارة الفعاليات والانشطة الاعلامية التي ترتبط بالعلاقات العربية الصينية وبالتعريف المتبادل بثقافات وتراث وعادات الجانبين .

   تلك أفكار ومقترحات ارتأينا تقديمها في هذه الورقه ، وهي بحاجه الى اثراءها من خلال ما ستحفل به هذه الندوه من نقاشات ومداولات ، وبما يخدم تطوير وتنمية التعاون العربي – الصيني في مجال الاعلام والاتصال ، ويحقق الاهداف المشتركه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورقة عمل مقدمه الى الندوة الثانيه للتعاون العربي الصيني في مجال الاعلام المنعقدة في البحرين ـ المنامه في الفتره من 6-7 مايو 2010 . اليمن يدعو الى تكتل اعلامي عربي صيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق