كيف تسربت الوثائق السرية الامريكية
..أهميتها .. تأثيرها؟!
المتهم .. وما الدافع الذي جعله يقوم بذلك ؟
يضع تساؤل عن مدى قوة الاستخبارات الامريكية وامكانات اختراقها ..قد يكون
هذا مثيراً للسخرية .. أعظم دولة في
العالم .. تتعرض لمثل هذا .. ولكن كما يقال : " تحدث في أحسن العائلات
".
قد يتسائل البعض : هل تسربت .. أم سُربت ..؟؟
اذا كانت قد تسربت فتلك مصيبةٌ واذا كانت قد سُربت فالمصيبة أعظم .
ان تسريب وثائق
بذلك القدر من الأهمية لن يقف عند القبض على من قام بتسريبها فقط فالقضية لها
أبعاد أكثر تعقيداً وأكثر حساسية مما نتصور.
فمن حيث التوقيت لا يمكن النظر بعفوية الى مثل هذا الحدث الاستثنائي وبمعزل عن التطورات الداخلية الأمريكية والمتغيرات
الدولية بدءاً بالمشكلة الاوكرانية وما
أعادت رسمه من تحالفات وأنـتجته من صراعات بما في ذلك التحالف الصيني الروسي الصين والاستعدات والتدريبات الصينية في مضيق
ومحيط تايوان . . وسواءً كانت تلك التسريبات معدلة ، أو منقولة بالنص فان الامر
يظل باعثاً على سخرية الاصدقاء وشماتة الاعداء وفي أحسن الاحوال قد ينظر اليه الى
أنه مفتعل لأهداف استخباراتية تتعلق بالدور الامريكي في التأثير على الصراعات
والعلاقات الدولية القائمة بما يخدم المصالح والتوجهات الامريكية .
فعلاً أمر يبعث على السخرية أن يتمكن هذا الشاب العامل في الحرس الجوي
الوطني من تسريب هذا الكم الهائل من الوثائق ..
اذا قد سُربت فتلك مصيبة واذا كانت قد تسربت فالمصيبة أعظم .
لقد كشفت وثائق وزارة الدفاع الأمريكية
(البنتاغون) عن أساليب الولايات المتحدة التجسسية على الحلفاء والأعداء على حد
سواء، مما أثار قلق المسؤولين الأمريكيين بشدة، في أن تهدد هذه المعلومات المصادر
الحساسة والعلاقات الخارجية ذات الاهمية.
يذكرأن العديد من الوثائق، التي يقول المسؤولون
الأمريكيون إنها أصلية، كانت تحتوي على علامات تشير إلى استخبارات هيئة الأركان
المشتركة، المعروف باسم " J2"، يبدو أنها وثائق موجزة.
ومن جانبه، وصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري
بيسكوف المعلومات بأنها "خدعة أخرى"، وقال بيسكوف ردا على سؤال من أحد
المراسلين حول تقرير "واشنطن بوست": "يبدو الأمر وكأنه خدعة أخرى
يوجد الكثير منها الآن، هذه هي الطريقة التي يجب أن تتعامل بها مع مثل هذه
المطبوعات".
في 12 أبريل الجاري نشرت سي ان ان الامريكية اعترافاً لمدير وكالة الاستخبارات المركزية،
بيل بيرنز، في أول تصريحات علنية له منذ تسريب تلك الوثائق العسكرية السرية، بأن
القضية تمثل مشكلة ملحة للولايات المتحدة لا تقل "شدة عن أي شيء آخر" في
اللحظة الحالية.
وفي اليوم التالي كشفت صحيفة واشنطن بوست عن معلومات جديدة عن مسرب الوثائق السرية في
أمريكا.. وصديقه الذي قال انه : كان يريد حمايتنا من العالم المضطرب .
ووضع تقرير الصحيفة أرضية جديدة في تحديد المسرب المفترض للوثائق فائقة
السرية - بما في ذلك تلك التي ترسم وجهة نظر أمريكية متشائمة حول الحرب في
أوكرانيا- وتوفر أول التفاصيل حول من قد يكون وراء الخرق الكبير للأمن القومي الذي
هز واشنطن في الأيام الأخيرة.
وكان المسرب المشتبه به، والذي تصفه الصحيفة بالوحيد والمتحمس للسلاح،
جزءا من مجموعة تعارف فيها عشرات الأشخاص على منصة
"Discord"،
وهي منصة مشهورة لدى من يلعبون الألعاب على الإنترنت، وقد تشارك الموجودون على
المجموعة حبهم للسلاح والمعدات العسكرية، حسبما نقلت الصحيفة عن مقابلة أجرتها مع
صديق الشخص المذكور والذي كان جزءا من هذه المجموعة.
وقال صديق المسرب المحتمل للمعلومات للصحيفة إنه لن يكشف عن هوية المسرب
المزعوم أو موقعه للسلطات.
وبدأ المسرب المعروف باسم "OG"، بنشر رسائل على المنصة العام الماضي تضمنت
استخدام مصطلحات عسكرية، وذكرت صحيفة واشنطن بوست في الأشهر التي تلت ذلك، نشر
المسرب رسائل ظهر فيها وكأنه يقوم بنسخ معلومات سرية من وثائق أمريكية، بحسب
التقرير.
وكتبت الصحيفة عن الرسائل التي نشرها الشاب مجهول الهوية نقلا عن صديقه:
"وأشار إلى أنها كانت، على ما يبدو، عبارة عن نصوص شبه حرفية لوثائق
استخباراتية سرية أشار OG إلى أنه أحضرها إلى
المنزل من وظيفته في "قاعدة عسكرية"، والتي رفض العضو تحديدها".
وتابعت الصحيفة بالقول إن "OG" زعم أنه "
أمضى جزءًا من يومه على الأقل داخل منشأة مؤمنة تُحظر فيها الهواتف المحمولة
والأجهزة الإلكترونية الأخرى، والتي يمكن استخدامها لتوثيق المعلومات السرية
الموجودة على شبكات الكمبيوتر الحكومية أو التخزين المؤقت من الطابعات".
وواصل التقرير وصف خادم Discord الذي يتحكم فيه على
ما يبدو "OG"،
حيث تم نشر وثائق سرية تم تسريبها مؤخرًا، باعتباره "ملجأ في ظل الجائحة،
خاصة للاعبين المراهقين المحبوسين في منازلهم والمنقطعين عن أصدقائهم في العالم
الحقيقي".
وقال متحدث باسم Discord لشبكة CNN الأحد إن الشركة تتعاون مع سلطات إنفاذ القانون في التحقيق، لكنه رفض
التعليق، وتواصلت CNN مع
"ديسكورد" بعد تقرير واشنطن بوست.
وقال عضو مجموعة الدردشة التي تسربت الوثائق عبرها للصحيفة، عن صديقه:
"لقد أراد أن يبقينا على اطلاع" وأضاف بالقول إن
"OG" ظن أن المعلومات التي لديه من شأنها حماية الآخرين من العالم المضطرب
حولهم، وفقا للتقرير.
وأفادت CNN أن غرفة tj Discord، كانت قد اختفت أو "الخادم" الخاص بها
من الإنترنت بعد ظهور أخبار التسريبات الأسبوع الماضي، وفقًا لمراجعة CNN لخوادم Discord.
وأنه قد تم نشر بعض المستندات لاحقًا بواسطة مستخدمي Discord إلى خادم آخر مخصص للمدعوين للدخول إليه فقط، إذ
يعتقد بعض مستخدمي Discord أن الوثائق مزيفة
لأنهم لم يعتقدوا أن أي شخص سيكون وقحًا بما يكفي لنشرها عبر الإنترنت، وفقًا
لمراجعة CNN للرسائل على المنصة.
مشيرة الى أن تطبيق Discord يزعم أن لديه حوالي 150 مليون مستخدم شهريًا، وأن
شعبيته قد ارتفعت خلال جائحة فيروس كورونا الذي حصر الناس في البداية داخل منازلهم.
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأربعاء أن الشخص الذي سرب وثائق سرية أمريكية تتضمن عمليات تقييم
وتقارير استخبارية بشأن أوكرانيا وروسيا، هو شاب في العشرينيات من العمر مولع
بالأسلحة النارية وكان يعمل في قاعدة عسكرية، وذلك نقلا عن زملائه في مجموعة دردشة
على الإنترنت.
وقالت الصحيفة إن الشخص نشر معلومات سرية في مجموعة على منصة المراسلة
الفورية "ديسكورد"، تضم حوالي عشرين رجلا وفتى يجمعهم "الحب
المشترك للأسلحة والعتاد العسكري والله".
واعتمدت الصحيفة في تقريرها على مقابلات مع عضوين في مجموعة الدردشة..
وقالت منصة "ديسكورد" في بيان أمس الأربعاء إنها تتعاون مع سلطات إنفاذ
القانون.
وفتحت وزارة العدل تحقيقا جنائيا رسميا بعد أن أحالت وزارة الدفاع
(البنتاغون) الأمر إليها في ما يبدو أنه أخطر تسريب لأسرار الولايات المتحدة منذ
سنوات. وقد نُشرت صور لمستندات حساسة على "ديسكورد" ومنصات أخرى مثل
"فور تشان" وتلغرام وتويتر. وتحقق وكالات الأمن القومي ووزارة العدل
الأمريكية في التسريب لتقييم الأضرار التي لحقت بالأمن القومي وبالعلاقات مع حلفاء
ودول أخرى، مثل أوكرانيا.
وفي الـ 14 من أبريل الجاري نشرت (CNN) تقريراً كشف عن
هوية المشتبه به في تسريب معلومات وزارة
الدفاع الامريكية( البنتاغون)السرية وفقاً لوثائق
قضائية بأن جاك تيكسيرا البالغ من العمر 21 عاماً استخدم جهاز الكمبيوتر الحكومي
الخاص به للبحث في التقارير الاستخباراتية السرية عن كلمة "تسريب" قبل
أسبوع من اعتقاله.
ووفقا لـ CNN ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) القبض على تيكسيرا، وهو طيار يعمل في الحرس الوطني
الجوي، في نورث دايتون بولاية ماساتشوستس، الخميس.
وكشفت وثائق المحكمة ومسؤلون أمريكيون تفاصيل جديدة عن المشتبه به في
تسريب الوثائق وطريقة عمله والتصريح الأمني الذي كان يجب أن يحصل عليه، بعدما ظهر
لأول مرة أمام المحكمة، الجمعة.
وزعم المحققون أن وكالة حكومية أمريكية لديها القدرة على مراقبة
"عمليات بحث معينة أجريت على شبكاتها السرية" وجدت أنه قبل أسبوع واحد
من اعتقاله، استخدم تيكسيرا جهاز الكمبيوتر الحكومي الخاص به للبحث في تقارير
استخبارية سرية عن كلمة "تسريب".
وقاد هذا البحث المحققين إلى الاعتقاد بأن تيكسيرا كان يبحث عن تقييم
مجتمع الاستخبارات لمن سرب الوثائق السرية على الإنترنت.
ومن جانبه، قال مسؤول دفاعي إن جاك تيكسيرا تم تعيينه في الجناح
الاستخباري 102 وهو جهاز لديه "مهمة عمل على مدار الساعة وطوال أيام
الأسبوع"، ويأخذ معلومات استخبارية من مصادر مختلفة لتعبئتها لبعض كبار
القادة العسكريين في جميع أنحاء العالم.
ولم يكن تيكسيرا الشخص الذي
يقوم بتعبئة المعلومات الاستخباراتية لهؤلاء القادة الكبار، بل العمل على الشبكة
التي تتواجد عليها تلك المعلومات الاستخباراتية السرية للغاية.
ولهذا الغرض، أكد المسؤول أن تيكسيرا طُلب منه الحصول تصريح للتعامل مع
المعلومات السرية والحساسة للغاية.
وأضاف المسؤول: "هذا الطيار، حتى عندما كان شابا، كانت وظيفته العمل
على هذه الشبكة التي تحمل معلومات سرية للغاية"، موضحا: "بسبب ذلك، فإن
المعلومات المنقولة على الشبكة تتطلب أن يحصل الأشخاص الذين يعملون عليها على هذا
النوع من التصريح".
وأوضح المسؤول: "هو ليس مثل رجل تكنولوجيا المعلومات المعتاد حيث
تتصل بمكتب المساعدة ويأتون لإصلاح جهاز الكمبيوتر الخاص بك، إنهم يعملون على نظام
سري للغاية، لذا فهم يطلبون ذلك التصريح".
وفي الوقت نفسه، أفادت مستندات المحكمة، بأن تيكسيرا استخدم عنوان منزله
الحقيقي في معلومات الفواتير المرتبطة بحسابه على Discord، وهي المنصة التي يُزعم أن تيكسيرا كان ينشر عليها
المستندات السرية، والتي لم يتم ذكرها في وثائق المحكمة، لكن CNN حددتها باسم Discord في وقت سابق.
فيما نشرت صحيفة النيويورك تايمز صورة من مطبخ المتهم توضح كيف حصل
المحققون على الأدلة التي تثبت تورط الشاب في تسريب الوثائق .. كما تثبت الصورة
تطابق العينات من مطبخ المشتبه به حين التقط صوراً للوثائق المسربة .
ان اهم ما تم نشره حول تلك
الوثائق يشير الى انها تكشف خطط البنتاغون
بشأن أوكرانيا ضمن خمس وثائق
سرية لجيش الولايات المتحدة بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية تم الحصول عليها
نتيجة خرق أمني للبنتاغون وسُربت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تويتر وتليجرام ابريل 2023 واصبحت متاحة لكافة الوسائل
الإعلامية مثل سكاي نيوز وسي ان ان ويتعلق محتوى الوثائق بشأن الهجوم الأوكراني المضاد ومنها
خطط الولايات المتحدة وحلف الناتو لمساعدة أوكرانيا في الاستعداد لهجوم الربيع
ضد روسيا، وتحتوي على مخططات وتفاصيل بشأن الجيش الأوكراني وعدد
الضحايا لكل من أطراف الحرب وما يحتاجه الجيش الأوكراني ايضاً من معدات وغيرها من
المعلومات الحساسة وصُنفت الوثائق على أنها سرية للغاية.
وتضمن محتوى الوثائق الآتي :
أولا : في مجال تدريب القوات الأوكرانية
نشرت الوثائق عددا من جداول تدريب 12 لواء قتالي
أوكراني، منهم 9 لواء يتم تدريبهم من قبل الجيش الأمريكي وحلف الناتو أُنهيت تدريباتهم
في مارس 2023 و3 الوية عسكرية ينتهي تدريبهم في نهاية ابريل 2023 ويضم اللواء من
4000 الى 5000 جندي مقاتل، كما وضَحت الوثائق احتياج الجيش الأوكراني إلى 250 دبابة وأكثر من 350 عربة
ميكانيكية، و480 مركبة كما تم تسريب خطط تسليم تلك الأسلحة للجانب الأوكراني
وتتضمن الوثائق خرائط لأوكرانيا ورسوم بيانية عن أماكن تمركز القوات وأنواع
الأسلحة المتاحة لهم.[
ثانيا : معدلات الإنفاق
كما نُشر معدلات وحجم الإنفاق على الذخائر التي تم
ارسالها لأوكرانيا، بما في ذلك راجمات الصواريخ "هيمارس"، وأنظمة صواريخ
المدفعية الأميركية الصنع.
ثالثا: عدد الضحايا
وضحت الوثائق ان عدد القتلى الأوكرانيين
يُقدرعددهم بحوالي 71000 قتيل، كما ان عدد القتلى الروس من 16000 إلى 17500.
وكانت ردود الافعال على النحو ي الآتي
الرد الأمريكي
حاول المسؤولين في الإدارة الأمريكية حذف
المنشورات التي تحتوي على صور للتسربيات من على موقع تويتر الا انهم لم ينجحوا،
قال
محللون عسكريون انه قد تم التلاعب بالوثائق فيما يخص عدد الضحايا بين أطرف الحرب واتهم عددا من المسؤولين الأمريكيين روسيا
بأنها هي من كان وراء هذا التسريب. وأعلنت وزارة العدل الأمريكية عن فتح تحقيق بشأن تلك التسريبات.
الرد الأوكراني
قال المستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك ان هذه الوثائق
وهمية وانها إحدى محاولات التضليل التي تستخدمها روسيا في حربها المعلوماتية في
محاولة من روسيا لإيقاف وتعطيل هجوم الربيع وان اعداد القتلى الروس يصل عددهم الى
200 ألف قتيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق