تدريبات السيف الحاد .. بين المناورة والاستعداد - Elegant Writer

Breaking

الأربعاء، 12 أبريل 2023

تدريبات السيف الحاد .. بين المناورة والاستعداد

 


ليس هناك أكثر حساسية بالنسبة للصين من قضية  تايوان.. اذ تعتبر الصين جزيرة تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءا لا يتجزأ من أراضيها ولا تستبعد استعادتها بالقوة إذا لزم الأمر

وباسم مبدأ "صين واحدة" ترى بكين أنه يفترض ألا تقيم أي دولة علاقات رسمية مع بكين وتايبيه في آنٍ وأحد وكانت قد عبّرت عن معارضتها لأي اتصالات رسمية بين الجزيرة والولايات المتحدة.

وعلى مدى العامين 2022 ، 2023 عبّرت بكين عن غضبها الشديد من التواصل الامريكي المباشر مع القيادة التايوانية من خلال استعراض كبير للقوة .. ففي العام 2022 أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي لتايوان غضب بكين التي نظمت ردا عليها مناورات واسعة حول الجزيرة اعتبرتها تايبيه تمهيدا لغزوها.

فقد  أعلنت القناة التليفزيونية الصينية الحكومية عن أكبر مناورة تنظّم على الإطلاق في محيط الجزيرة التي تطالب بها بكين. وقالت القناة في رسالة نُشرت على شبكة ويبو للتواصل الاجتماعي: "التدريبات بدأت". وجاءت تلك المناورات قبل يوم واحد  على زيارة أجرتها  رئيسة مجلس النواب الامريكي نانسي بيلوسي لتايوان واعتبرتها بكين استفزازاً خطيراً.. وذلك على الرغم ان الزيارة استغرقت أقل من 24 ساعة .

المناورات الصينية حينها احاطت  بالجزيرة من كل الجهات ..تخللها مقذوفات نارية في اتجاه مضيق تايوان ..

تايوان أكدت ان جيشها يستعد للحرب دون السعي اليها.. أشارت ـ وزارة الدفاع التايوانية  أن "بعض مناطق المناورة الصينية تتداخل مع المياه الاقليمية لتايوان معبرةً عن ادانتها  لهذا العمل الذي وصفته بغير العقلاني والذي يهدف الى تحدي النظام الدولي"

لقد جرت التدريبات على بعد 20كم فقط من الساحل التايواني .

أشارت بكين أن تلك التدريبات اجراء ضروري بعد زيارة بيلوسي.

وقال : يو زونغ نائب رئيس الاركان الصيني :" العمليات العسكرية المشتركة هي خطوة ضرورية للرد على التحركات الخطيرة  للولايات المتحدة وتايوان ..

 لقد جهزت القيادة وحدات متعددة لاجراء تدريبات منهجية وشاملة قادرة على الاحتواءوالسيطرة المشتركين .."

فيما جددت نانسي بيلوسي  رئيسة مجلس النواب الامريكي حينها موقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعم لتايوان بالقول: " قبل 43 عاماً وبعد قانون العلاقات مع تايوان قطعت أمريكا وعدا راسخا بالوقوف دائماً مع تايوان".

وفي الخامس من ابريل من العام الجاري 2023 .. حدث التواصل الثاني .. ولكن هذه المرة في الولايات المتحدة الامريكية ومع ـ رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري كيفن مكارثي الذي استضاف الرئيسة التايوانية تساي اينغ وين بحفاوة بالغة   وسط اجتماع للحزبين حضره 20 مشرعاً في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية".بولاية كاليفورنيا.

في خطوة اعتبرتها الصين  استفزازية. حذّرت الولايات المتّحدة من "اللعب بالنيران" .

وكان الرد الصيني ببعد يوم واحد فقط من عودة رئيسة تايوان من زيارة للولايات المتحدة، أعلنت الصين السبت 8 أبريل الجاري 2023 عن اجراء تدريبات السيف الحاد المتحد وهي مناورات عسكرية ودوريات "استعداد قتالي" تستمر على مدى ثلاثة أيام من الثامن وحتى العاشر من أبريل الجاري.

وكشفت قيادة المسرح الشرقي في جيش التحرير الشعبي الصيني ان هدف مناورات "السيف الحاد المتحد" هو "الاستعداد القتالي". .. في وقت لاحق  تحدث الإعلام الحكومي الصيني عن تدريبات على "تطويق كامل" لتايوان.

وفي بيان للجيش، قال المتحدث باسم المسرح الشرقي الكولونيل شي يي، إن المناورات ستشمل تدريبات دورية للشرطة في مضيق تايوان. وأضاف أن "هذه العمليات هي بمثابة تحذير صارم ضد التواطؤ بين القوى الانفصالية الساعية لاستقلال تايوان والقوى الخارجية، وضد أنشطتها الاستفزازية".

لم يتم تحديد الموقع الدقيق لهذه المناورات. ويبلغ عرض أضيق جزء من المضيق بين الساحل الصيني وتايوان حوالي 130 كيلومترا.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية في وقت لاحق أن ثماني سفن حربية و42 طائرة مقاتلة صينية رُصدت حول الجزيرة عابرة الخط المتوسط في مضيق تايوان  ، وعبرت الوزارة "إدانتها الشديدة لمثل هذه الأعمال غير العقلانية".

وقالت رئيسة تايوان تساي إينغ وين إن الجزيرة تواجه "توسعا استبداديا مستمرا". وأضافت: "واجهنا في السنوات الأخيرة نزعة توسعية استبدادية مستمرة"، مؤكدة أن تايوان "ستواصل العمل مع الولايات المتحدة والدول الأخرى ذات العقلية المماثلة للدفاع بشكل مشترك عن قيم الحرية والديمقراطية

 

   لقد سبقت زيارة الرئيسة التايوانية  رسائل تحذيرية متبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية

اذ حذرت الولايات المتحدة بكين من أي "رد فعل مبالغ فيه" على توقف لرئيسة تايوان في الولايات المتحدة خلال توجهها إلى أمريكا الوسطى وقال مسؤول أمريكي كبير لصحافيين طالبا عدم كشف هويته "لا يوجد أي سبب على الإطلاق يجعل الصين تستخدم ذلك ذريعة لرد فعل مبالغ فيه أو لممارسة مزيد من الضغط على تايوان".

  تعتبر واشنطن أن توقف الرئيسة التايوانية في الأراضي الأمريكية لا ينتهك بأي شكل سياسة الولايات المتحدة بشأن "صين واحدة" وأنها مجرد "ترانزيت" حتى إذا التقت شخصيات.

وشدد المسؤول الأمريكي على أن "هذه زيارة خاصة وغير رسمية" تحترم "ممارسة طويلة الأمد".

 تعد واشنطن هي أقوى حليف لتايوان ومزود رئيسي لها بالأسلحة.

من جانبها هددت بكين باتخاذ "تدابير مضادة حازمة" في حال التقت تسي برئيس الكونغرس الأمريكي كيفن مكارثي خلال زيارتها إلى الولايات المتحدة.

وأدانت المتحدثة باسم الحكومة الصينية المعنية بشؤون تايوان، تشو فنغ ليان،  الزيارة دون إبداء تفاصيل أخرى.

وقالت تشو إن الغرض من توقف رئيسة تايوان المحتمل بالولايات المتحدة هو "الترويج لشعار صين واحدة وتايوان واحدة" وشعار "صينان" لنشر فكرة استقلال تايوان عن الصين دولياً والسعي للحصول على دعم قوي مناهض للصين في الولايات المتحدة.

ووصفت تشو اللقاء المحتمل بين تسي ومكارثي بأنه "سيكون استفزازاً آخر"، مضيفةً "نحن نعارض ذلك بشدة وسنتخذ إجراءات مضادة حازمة" إذا تم.

وهكذا فقد تمت الزيارة وتم اللقاء .. وكانت مناورات السيف الحاد المتحد هي الرد وربما بداية الرد ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق