واقع الأمر .. والأمر الواقع ـ تأملات ـ للكاتب/ يونس هزاع - Elegant Writer

Breaking

الثلاثاء، 14 يونيو 2022

واقع الأمر .. والأمر الواقع ـ تأملات ـ للكاتب/ يونس هزاع


                    في حياتنا أمور نختارها ، وأمور أخرى قدريه لا نتحكم فيها  .. وهي تشبه أجزاء وأجهزة  في أجسامنا .. فنحن لا نستطيع أن نتحكم بحركة قلوبنا ، أو حركة أمعائنا ، لكننا نستطيع أن نفكر ونتحكم في حركة أيادينا ، وألسنتنا , وأقدامنا ، وتحديد اتجاهاتنا واتجاهات مساراتنا ..

          واقع الحال الذي نعيشه يتطلب أن نفكر بشكل جماعي في تحديد الهدف الذي اليه نتجه .. غير أن في محيطنا عقول تدعي أنها تقود بينما هي في واقع الأمر امعات لمصالحها الشخصيه تتجه بها حيث تشاء وأينما تشاء .. وهذه الامعات تسمى مجازا قيادات حزبيه عفى عليها الزمن ـ تراها تتحدث عن التحديث بينما هي قديمة قدم التاريخ السحيق ـ تتحدث عن التقدم بينما هي متخلفة الى درجة لا يمكن أن تجد لها مقياسا مناسبا في معايير التخلف .. قيادات متخشبه ، وعقول متحجره ، وبرامج متشابهه ، وتغني مستمر بالديمقراطيه ، والحريه ، والثوره .. بينما هي في واقع الأمر محكومة بارث من الاستبداد والكهنوت ، والجهل الثقافي والسياسي .. لهذا فأي  ثورات  يفترض أن تقوم ضدها لانها هي أساس الجهل والفقر والمرض .. كيف لها أن تتحدث عن الفضيله وهي تمارس الرذيله .. كيف لها أن تسوق نفسها على أنها قوى التحديث والعصرنه والتنوير وهي  منكفئة على ذاتها ، رافضة مواكبة العصر ، والانفتاح على ثقافة العالم المتطور من حولها .

    أن تفرض نفسها واقعا فالواقع يرفضها .. لانها لا تتلائم مع الواقع مهما حاولت تجميل وجهها المتسخ بقذارات الشكل والفكر والممارسه .. كيف يمكن أن نقتنع بشخص يدعو الناس الى الايمان بينما هو متسخ بكل قذارات الدنيا .. ونحن نعرف  أن النظافة من الايمان .. اذن عليه أن يكون نظيفا حتى يقنعنا بأنه مؤمن .. وعليه أن يكون صحيحا معافى حتى يمكنه اقناعنا بأنه ينشر الصحه والعافيه في محيطه ومحيطنا .. عليه أن يكون متعلما يحترم العقل والفكر حتى يقنعنا بأنه يحارب الجهل .. عليه أن يكون وطنيا لا يستدعي التدخلات الاجنبيه ، والتحليلات السياسيه من الخارج أو الوصاية على اليمن حتى يقنعنا بمحاربته للعماله ، عليه أن يكون مخلصا حتى يقنعنا بأن ما يتحدث عنه من  خيانات ومؤامرات على الوطن فعلا حقيقيا وليس أكاذيب لتسويق عمالته ، عليه أن يكون يمنيا  مسلما  حتى يقنعنا بأنه ليس مناطقيا ، أو مذهبيا ، وعليه أن يكون واقعيا حتى لا يفرض على الآخرين ثقافته المتسخه كأمر واقع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق