الفراغ الذي تتركه يملأه الآخر ( وسائل التواصل الاجتماعي نموذجاً)

  

   عندما تترك فراغاً في مجال ما  بالتأكيد هناك من سوف يملأ ذلك الفراغ .. خاصةً عندما يشكل ذلك الفراغ حاجة أساسية للناس .. مثل هذا ينطبق على الأمور السياسية ، العاطفية ، التجارية ...وغيرها .. على سبيل المثال عندما توقفت مواقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك ، انستجرام، واتس أب ) لست ساعات فقط استطاع التليجرام أن يحصل على 70000000 (سبعون مليون مشترك) جديد خلال ست ساعات فقط ـ وهذا الرقم قريب من عدد سكان مصر ، وثلاثة أضعاف سكان اليمن .. استفاد التليجرام من الفراغ الذي تركه الفيسبوك ، وانستجرام ، والواتس أب بسبب خلل فني لساعات قليله .. حالة من الارتباك واللهفة سيطرت على الكثير من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي وبعضهم شعر بالقلق من توقف تلك المواقع .. والبعض الآخر لم يعلم أصلاً أنها توقفت ولم يشعر بها .. ومع ذلك لا يمكن أن يقوم تيليجرام بنفس العمل الذي يقوم به الفيسبوك ، والانستجرام ، ويمكن أن يقوم الى حدٍ ما بالعمل الذي يقوم به الواتس أب .. اذن السبعين المليون الذين ذهبو الى تليجرام هم معظمهم من يبحثون عن خدمة بديلة للواتس أب ..

  وكلما كانت الفراغات في مواضيع تمثل حاجة ملحة عند الناس .. كانت الاستفادة من تغطية تلك الفراغات أكثر .. وكون ارتياد مواقع التواصل الاجتماعي ناشيء في كثير من الأحيان من فراغ في الوقت ، وأحياناً فراغ في العمل ، وأحيانا فراغ نفسي وعاطفي.. وفي بعض الاحيان حالة ادمان بفعل الاعتياد اليومي والاستخدام المفرط لتلك المواقع تتزايد حاجة الناس لتلك المواقع .