"ادخل وأبك" .. غرف للبكاء في العاصمة الأسبانية - Elegant Writer

Breaking

الخميس، 21 أكتوبر 2021

"ادخل وأبك" .. غرف للبكاء في العاصمة الأسبانية


 

    رجال ، نساء ، فتيان ، فتيات يقفون أمام غرف أعدت خصيصاً للبكاء  (وقد كتب على بوابة الغرفة الأولى : ادخل وأبكي ) وأمام غرفة ثانية " نحن ايضاً نشعر بالقلق ")ـ يقفون  في طوابير منتظرين دورهم لتفريغ شحنات حزنهم ، اكتئابهم ، مشاكلهم النفسيه .. لقد زودت تلك الغرف بكل التسهيلات والدعم اللوجستي لاولئك الذين يشعرون برغبة في البكاء ، أو حاجة للاتصال بطبيب نفسي .. ومن ضمن التجهيزات هواتف مزودة بأسماء أشخاص ، ومختصين يمكن للمحبطين الاتصال بهم , ومناديل لكفكفة الدموع..

   وهناك منصة رقمية لمختصين في علم النفس على شبكة  الانترنت تقدم مساعدة نفسية عبر الاتصال بمختصين نفسيين محترفين يمكن للشخص الذي يعاني من متاعب نفسية اختيار الأفضل من بينهم أياً كانت مشكلته سواء (قلق ، أو اكتئاب، او مشاكل علاقات زوجية  ، أو مشاكل نفسية ، أو قلة تقدير للذات .... الخ).

   ويعبر الكثير من الأسبان عن ارتياحهم لهذا النوع من المبادرات التي تساعد في معالجة الهموم والمشاكل اليومية ، والاهتمام بالصحة النفسية والعقلية التي تعتبر من الامور التي يشترك فيها كل البشر .. كما يجد البعض أن غرف البكاء توفر بيئة مناسبة عندما يشعر المرء في أوقات معينة بسوء يحاول اخفاءه وعدم اظهاره لعائلته أو أصدقائه أو على مواقع التواصل الاجتماعي .. حينها يكون التوجه الى غرف البكاء هو المكان المناسب قبل أن تتفاقم المشكلة ويصبح من الصعب حلها .

     فكرة غرف البكاء في أسبانيا جاءت من العبارة الأسبانية عندما لا يرغب الناس في سماع مشاكل الآخرين يقال لهم : "اذهب وأبك في غرفة البكاء" وكأن المعاناة والبكاء وصمة عار .. لهذا جاءت المبادرة في انشاء تلك الغرف لتشجيع الناس في التحدث عن مشاعرهم ، وتفريغ شحنات الاكتئاب ، والحزن والألم .. وتقديم المساعدة الممكنة في التواصل مع المختصين ..

      قد تكون غرف البكاء ضرورية للأسبان نتيجة لدراسة علمية للاحصاءات التي تشير الى أن الاكتئاب هو ثاني أساب الوفاة شيوعاً حيث توفى بسببه 3071 شخصاً في عام 2019م .. في حين يعاني أكثر من نصف السكان من مشاكل القلق ..

     في اليوم العالمي للصحة العقلية أطلقت أسبانيا حملة رعاية للصحة العقلية بقيمة مائة مليون يورو تشمل الخط الساخن للاكتئاب على مدى 24 ساعه .

      ماذا عنك أخي القاريء هل تشعر أحياناً برغبة في البكاء ، وماذا عن مجتمعك .. هل يعتبر البكاء عيباً خاصةً بالنسبة للرجال؟؟!! ـ بالفعل ـ الكثير من المجتمعات تعتبر البكاء عيباً ، ولهذا هي تخفي دموعها ..
وفي دول العالم الثالث ،وخاصة تلك البلدان التي تعاني من الحروب ، وما ينتج عنها من مشاكل مادية ونفسية قد لا يحتاج الناس الى غرفاً للبكاء لان البكاء في واقعهم حالة يومية ، وفي مثل ظروفهم كثيراً ما تمتزج الدموع بالدماء . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق