حوار مع صاحب الفخامة - بقلم الأستاذ/ أحمد عبدالملك الشيباني - Elegant Writer

Breaking

الاثنين، 11 يناير 2021

حوار مع صاحب الفخامة - بقلم الأستاذ/ أحمد عبدالملك الشيباني

                                  


               

       في ليلة  من الليالي  بينما كنت اغط في نوم عميق  رأيت حلماً جمعني في لقاء ثنائي مع صاحب الفخامة  وبينما كان يتحدث معي بنبرة تعبر عن عدم الرضا بما تحقق بقيادته  من منجزات عظيمه .. قائلاً :   رغم  ان ما حققته خلال الفتره الماضيه من منجزات الا انني لست مقتنعاً بما تحقق  ويلازمني شعور غريب بأنه لابد من القيام بعمل ما ينسجم مع طبيعة التحولات الكبرى التي حققناها ومع متطلبات تأمين تلك المنجزات .. ان ذلك العمل يتعلق باحداث ثوره في النظام السياسي  تقوم على  تنفيذ خطوات عاجلة ومتسارعة  لاستكمال بناء  الدولة الحديثة .. وقد توصلت بعد تفكير عميق ودراسه للعديد من أشكال الانظمه السياسيه الناجحه في العالم وبالذات في تلك الدول التي تتشابه في تكوينها ونسيج شعوبها الاجتماعي مع شعبنا  – توصلت – الى أن الانتقال الى الاخذ بالنظام  البرلماني الذي  تنتقل بموجبة كافة صلاحيات إدارة البلاد داخلياً وخارجياً إلى رئيس الوزراء  هو الاسلوب الامثل لمواجهة التحديات السياسيه والاقتصاديه والتنمويه والامنيه التي نواجهها  .. لذلك قررت أن أبادر الى دعوة  مجلسي النواب والشورى الى اجتماع مشترك لوضع برنامج تنفيذي للانتقال  الى النظام البرلماني .. وبحيث يكون الاحتفال بالعيد الوطني لاعلان قيام الجمهوريه اليمنيه في 22 ما يو القادم هو يوم اعلان استكمال مقومات الانتقال باليمن الى النظام البرلماني حيث أتنازل عن كافة صلاحياتي التنفيذيه  كرئيس للجمهوريه الى رئيس الوزراء وأنتقل بمنصب   رئيس الجمهوريه الى واقع ماهو معمول به في الانظمة البرلمانيه ، وقد وجدت بأنه من المناسب أن يكون ذلك على غرار النظام السياسي  في تركيا .

      وما ان اكمل صاحب الفخامة  حديثه حتى رأيته يضع يده على كتفي بكل لطف .. ويقول .. باعتبارك أحد افراد شعبي ما رأيك :

     وجدت نفسي أجيبه تلقائياً بدون تفكير .. هذا عين العقل فمثل هذه الخطوه ستُخلد اسمكم في قلوب ابناء الشعب الى الابد وسيكون دافعاً لاصرار شعبنا على استمراركم رئيساً لليمن طوال حياتكم بنفس صلاحيات الرئيس التركي فشعبنا يحمل لكم كل الود والعرفان بدوركم العظيم في تحقيق التحولات الكبرى ، وسيشكل مثل هذا القرار تتويجاً لمسيرتكم العظيمه في قيادة اليمن ، ويُعزز الوحدة الوطنيه بما يشكله من أساس لتعزيز الثقه بين التيارات السياسيه الوطنيه بكافة أطيافها ، وبفعله ستتحقق المصالحة الوطنية  فكما تعلمون أن معظم المبادرات التي سبق وأن تقدمت بها العديد من الاحزاب الفاعله في بلادنا تدعو الى اصلاح النظام السياسي وكثير منها يتحدث صراحة بأن الانتقال الى الاخذ بالنظام البرلماني  للنهوض بأعباء التنميه..،  و.. .

  وقبل أن اكمل حديث قاطعني  صاحب الفخامة  قائلا :

    هذا ما اتوقعه فعلاً لكنني لا أسعى من ذلك الى الاحتفاظ بمنصب الرئاسه مدى الحياة .. حتى لو أصر الشعب على ذلك .. فأنا أسعى الى تأسيس  وتأصيل تقاليد ديمقراطيه تضمن تحقيق التداول السلمي للسلطه بشكل سلس ومنظم .. لهذا فبمجرد اقرار الانتقال الى النظام البرلماني ووضع الآليات الكفيله بالانتقال السلمي سوف أبادر مباشرة الى الاستقالة من منصبي كرئيس للجمهوريه .. 

         وبمجرد أن استأذنت صاحب الفخامة  بالمغادره على أمل اللقاء به مرة أخرى .. قمت   بالتواصل مع بعض الشخصيات الوطنية والمؤثرة على المستوى الشعبي وشرحت لهم ماسمعتة من الأخ الرئيس و ما ينوي القيام به , فرحبوا ترحيباً كبيراً، مؤكدين انه  في حال شعروا أن هناك جديه من الأخ الرئيس وبدأ بالقيام بخطوات عملية وسريعة فان كافة ابناء الشعب بمختلف مؤسساته وتكويناته  سيقف جنباً الى جنب مُسانداً للرئيس لتنفيذ هذا المشروع العملاق, وسيعد هذا الحدث من  أجمل وأفضل الاحداث في تاريخ اليمن واليمنيين ولم يشهد له اليمن  والوطن العربي مثيلاً في العصر القديم والحديث .

وفي لقائي الثاني بصاحب الفخامة   (... والحلم مستمر ...)  أعترفت له بأنني افصحت عن نيتة ومايعتزم القيام به وذكرت له مجموعة من هذه الشخصيات الذين رحبوا بذلك في حال تم القيام بخطوات عملية وبشكل عاجل.

    ففاجئني مرة أخرئ بالقول .. لقد شرعت بالفعل في اتخاذ الخطوات التنفيذيه حيث وقعت اليوم مذكرة الدعوه الى اجتماع مشترك لمجلسي النواب والشورى .. وقال لي تفضل اقرأ هذه نسخه منها ، وسيكون لك سبق الاطلاع قبل اذاعتها في وسائل الاعلام والصحافه .. قرأت الدعوه والتي تضمنت أربع نقاط هي :

ü   الدعوة الى اجراء انتخابات رئاسيه ونيابيه متزامنه وبحيث تتم خلال شهر من تاريخه .

ü الدعوة الى تشكيل لجنه لاقتراح التعديلات الدستوريه التي تتناسب والانتقال الى الاخذ بالنظام البرلماني .. على أن يتم عرض ما يمكن تعديله عن طريق مجلس النواب الحالي لتعديله .. وفرز تلك المواد التي يتطلب تعديلها استفتاءً شعبياً على الشعب في استفتاء عام يتزامن مع يوم الاقتراع للانتخابات الرئاسيه والنيابيه .

ü متابعة تنفيذ قانون التقاعد على كل من بلغ سن التقاعد من مدنيين أو عسكريين بما في ذلك القيادات التنفيذيه للسلطات العليا للدوله ( وزراء – وكلاء ... ) وبقية القيادات والكوادر .. وكذلك قيادات القوات المسلحه والامن .. والصف والضباط والجنود .. وبحيث يتم تنفيذ احالتهم الى التقاعد في موعد أقصاه ثلاثة أشهر من تاريخ يومنا هذا  .. وتقديم الترشيحات ، واصدار القرارات بمن يحل محلهم خلال اسبوع من احالتهم الى التقاعد .

ü تكليف مجلس الدفاع الوطني بوضع آلية اعادة هيكلة القوات المسلحه وأماكن تموضعها في الحدود وحول المدن وبما يضمن حيادها كصمام أمان للشرعية الدستوريه .

ü تكليف المجلس الاعلى للقضاء بوضع برنامج تصحيحي على المسار السريع يتضمن تطهير السلطة القضائيه من العناصر الفاسده .. وكذلك تنفيذ قانون التقاعد في صفوف السلك القضاءي والنيابي والعدلي .. وفقاً للسقف الزمني المحدد لذلك في السلطة التنفيذيه ، والمؤسسة العسكريه .

ü وضع الاليات التنفيذيه للانتقال الى حكم محلي واسع الصلاحيات يتم بموجبه تشكيل أجهزة سلطه محليه منتخبه ، وحكومات محليه .. ووضع مشاريع القوانين المنفذه لذلك .

ü وضع الاليات الكفيله بتحرير وسائل الاعلام  والصحافه .. واعادة صياغة السياسة الاعلاميه بما يتناسب مع الوضع الجديد .

   وفعلاً قام بهذه الخطوات وتم تشكيل لجنة  من  القيادات الحزبيه والشبابيه والشخصيات الوطنيه ..و كنت أحد أعضاء هذه اللجنه , وقد قوبل ذلك بتفاعل كبير من  كافة أبناء الشعب مع هذه الخطوات وتمكنت اللجنة من وضع آلية تنفيذية  .. لقد عبرت اللجنة عن أسمى معاني الوفاء والذي لم يتوقعه أحد اذ أنها  تقدمت باقتراح أن يكون من حق أبناء الرئيس أن يخلفوه في منصب رئيس الجمهورية ,كونه منصب شرفي كما هو في تركيا .

وبعدذلك (... والحلم مستمر )   تم بالفعل  فتح صفحة جديدة  واصدار قرار عفو عام من منطلق (وضع اليمن الجديد يَجُبّ ماقبله) وتم اغلاق كافة سلبيات وأخطاء الفترة الماضية ,والاتفاق على عدم فتح أي ملفات سابقة  .. وقد شمل قرار العفو العام   كافة القيادات بمختلف مستوياتها .

          ولولا أنني أفقت فجأة على أصوات الضوضاء التي جاءت من نافذة غرفة نومي لمسيرة شبابية حاشده تردد شعار (ارحل .. ارحل .. الشعب يريد اسقاط النظام ) .. لولا ذلك لكنت قد قدمت نفسي مُرشحاً لرئاسة الجمهوريه .. – طبعا  في الحلم  ..

 

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق