"دبوان" وهاتفه ( السوني ) – قصة قصيرة ـ للكاتب / يونس هـزاع - Elegant Writer

Breaking

الجمعة، 15 يناير 2021

"دبوان" وهاتفه ( السوني ) – قصة قصيرة ـ للكاتب / يونس هـزاع



توقفت سيارة المرسيدس غير المرقمة وعلى متنها أربعة أفراد ، وامرأة .. حينها كان دبوان يقف أمام محل الأدوات الكهربائية الذي يعمل فيه مسئولاً للمبيعات .. هرول اليه سائق السيارة بعد أن لمح في يده جهاز الهاتف سوني أندرويد غالي الثمن.. سأله :
ـ  ممكن استخدم هاتفك ، لدينا حادث طاريء .. أجابه دبوان .. ماذا ؟
ـ أضاف السائق انظر الى تلك المرأة المسكينة لقد وقع حادث  لابنها الصغير قبل لحظات فقط ، وتريد أن تتصل الى المستشفى .. لا يوجد في هاتفي رصيد ، هل تسمح باستخدام هاتفك ..
ـ سلمه دبوان الهاتف .. وبدأ السائق يتصل وهو يقف أمام سيارته .. ثم أدخل أحدى قدميه الى داخل السيارة والقدم الأخرى خارج السيارة .. بعد لحظات سلم الهاتف الى تلك المرأة التي تجلس في المقعد الخلفي ..
فجأة أغلق باب السيارة وانطلق بسرعة .. بينما كان دبوان مُتخشباً في مكانه .. لقد أكل الطُّعم، وأدرك بأنه ضحية عصابة من السرق .. لم يكن يصدق أنهم فعلاً سرق .. انتظر ساعات ، وكان لديه احساس بأنهم سوف يعيدون اليه هاتفه الثمين الذي حصل عليه هديه من أحد أقاربه المغتربين في السعودية .. لكن دون جدوى .
         بدأ يُفكر كيف يمكن استعادة الهاتف .. قام بالاتصال بهم على نفس هاتفه عدة مرات ، وأخيراً أجابوه :
ـ ماذا تريد أيها الغبي ؟
ـ هاتفي لو سمحتم .. أعيدوا هاتفي وسوف أعطيكم ما تريدون . .
ـ ثمانون الف ريال .. ولا تحاول تعمل حركات ، أو تُبلغ الشرطة .
ـ لا .. والله ما أبلغ أحد ، أنا لا أريد أي مشاكل ، فقط أريد هاتفي ..لا يوجد معي المبلغ هذا .. فقط ممكن أدبر عشرون الف ريال ..
" بعد مفاوضات مع السارق .. قال له السارق .. حسناً نلتقي في مجمع ظمران التجاري .. سأرسل لك أحد الأشخاص ( ووصف له ذلك الشخص ـ شكله ، لون ملابسه ) .. سلمه المبلغ ، وسيعيد لك الهاتف .
ـ أجابهم دبوان حسناً سأذهب الى هناك .
ـ ذهب دبوان الى المجمع التجاري في سوق "شميله" .. انتظر ساعات .. لم ياتي أحد .. اتصل مرة أخرى بالسارق ، قال له أنا منتظر ولم ياتي ذلك الشخص الذي أخبرتني عنه .. سأله أين أنت يا غبي :
ـ أجابه دبوان بكل أدب أنا في "حي شُميلة" مجمع ظمران .
ـ شتمه السارق مرة أخرى : قلت لك مجمع ظمران في شارع الستين ـ فجّ عطّان ـ ياغبي ـ .
ـ حسناً سأتجه الى هناك .
ـ وعلى الفور اتجه دبوان الى شارع الستين .. دخل المجمع التجاري وفي بوابة المتجر قابل ذلك الشخص الذي وصفه له السارق :
ـ سلّمه دبوان المبلغ (عشرون ألف ريال ) .
ـ نادى ذلك الشخص للمحاسب ( الكاشير) .. قال له :
ـ سلم له الموضوع .. وغادر على الفور وبسرعة .
ـ ذهب دبوان الى الكاشير ..
ـ سلمه الكاشير باكت سيجارة ( غمدان).
ـ سألة دبوان : أين التليفون ؟
ـ قال له الكاشير : صاحبك اشترى اثنين باكت سجارة واحد أخذه له ، وهذا قال عندما تاتي أسلمه لك .
ـ أخيراً أدرك دبوان أنه وقع في مقلب آخر ..
حدّث نفسه وهو في طريق العودة الى منزله وفي يده باكت السيجارة "غمدان" قائلاً: المشكلة أنا لا أدخن هذا النوع من السجائر .. أنا أدخن سجائر " روثمان" .. رمى باكت السجائر على الرصيف ومضى . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق