New
عقب تهدئة وتهديدات ، ومحاولات قوى الأمن تفريق
المظاهرات والاحتجاجات اللبنانية .. يعود المتظاهرين مجدداً لقطع الشوارع الرئيسية
، والاعتصام أمام البنوك والمصارف احتجاجاً على سياسات المحاصصة ، تردي الأوضاع الاقتصادية
، وتدهور سعر الليرة اللبنانية ، وحجز الودائع ..
الاحتجاجات اللبنانية واضحة المطالب ، واعية الأهداف لأهمية ما يستحقه لبنان واللبنانيون من واقع يتناسب
مع الحالة الحضارية العصرية التي يتميز بها اللبنانيون واللبنانيات من حيث شغفهم للعيش
الكريم في مُجتمع مُتحرر يوفر لهم جميعاً فرص متكافئة للتعبير عن ذاتهم ، والاسهام
في بناء وطنهم بعيداً عن سياسات المحاصصة القائمة على الطائفية أو الحزبية ..
يعرف اللبنانيون واللبنانيات جيداً ماذا يريدون .. وعلى الرغم من محاولات الساسة
احتواء احتجاجاتههم ، وامتصاص غضبهم ، أو تخويفهم ، ومغالطتهم بأن الأوضاع المتردية
هي بفعل احتجاجاتهم .. الا أنهم لا يستسلمون ، ولا يترددون في الرد على كل ما يقال
عنهم ، وما يحاك ضدهم من فبركات بقصد اعادتهم الى مُربع الرضا بما هو كائن ، واقناعهم
بأنه ليس بالامكان أفضل مما كان ..
كثير
من الانظمة الاستبدادية تعتقد خطأ أن استخدام سلاح الترهيب والتخويف قد يثني المتظاهرين
عن الاستمرار في المطالبة بتصحيح الاوضاع والاختلالات ، واعادة الحقوق .. ومثل هذا الاعتقاد تشترك فيه جميع الانظمة الديكتاتورية
خاصة تلك الانظمة التي تقدم نفسها للشعب على أنها مفوضة من قوى خفية ، تستمد شرعيتها
من حالة تخريفية ، أو خزعبلات لا أساس لها
في عالم الديمقراطية التعددية ، واحترام حقوق الانسان الذي بات من بديهياته المعاصرة
حق الانسان في العيش بحرية وكرامة ، متمتعاً بحقه في العمل ، والاجر المناسب الذي يتناسب
مع جهده ، ومؤهله ، وكفاءته ، والذي يحقق له العيش
الكريم ..
من المتوقع أن يتواصل الغضب اللبناني حتى يتحقق ـ بالفعل لا بالقول ـ واقعاً لبنانياً ينسجم مع
ـ أو كما يقال باللهجة اللبنانية ( يلبق) للشعب اللبناني الحضاري العريق ، وتعود لبنان
منارةً لحرية الفكر ، والحضارة ، والتنوع ، ومصدر الهام لبقية الشعوب في العالم ..
كما كانت في الماضي عندما كانت موطناً لدور النشر والطباعه ..ووجهةً سياحية متميزةً
بثنائية الحب والجمال .. وانً ذلك لقريب طالما أن اللبنانيون واللبنانيات يتحلّون بهذا
القدر من الاصرار والارادة على قهر الأخطاء ، والانتصار على الفساد .. والسير قُدُماً
في طريق الحرية والخلاص والتنمية الشامله . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق