الاعـــــلام الثقـــافـي اليمني « الواقع – التحديات - Elegant Writer

Breaking

الجمعة، 8 نوفمبر 2019

الاعـــــلام الثقـــافـي اليمني « الواقع – التحديات

   
تلعب وسائل الاعلام دوراً محورياً في نقل المعرفة الادبية والثقافية ، وتجسير علاقات الفعل الثقافي في المنظومة الاعلامية وفقاً للوسائل المتاحة لنقل المعلومة .. فالاعلام هو الوسيلة الفعالة لخلق جسور بين الكتاب والأدباء عامة، وبين القراء والمشاهدين والمستمعين قصد توفير جو ثقافي مناسب يدفع بالحركة الثقافية نحو التقدم، والتواصل، والالتحام بالإنسان فرداً ومجتمعاً .. ومع ما حدث من تطور في مجال الاعلام ووسائل الاتصال باتت عملية نقل المعرفه تتسم بالانسيابية وحرية النفاذ ،فتعددت البدائل المتاحة أمام المتلقي لاختيار ما يعتقد أنه مناسب له لتنمية ثقافته وصقل مهاراته وابداعاته .. كما أن تلك الوسائل الاعلاميه والاساليب الحديثه تؤثر بشكل أو بآخر في التحكم بقرارات اختيار ما هو مناسب وماهو غير مناسب من خلال عمليات الترويج والاعلان .
وعلى مستوى الجمهورية اليمنية لعبت وسائل الاعلام ولا تزال دوراً ريادياً في تنمية ثقافة المجتمع على الرغم من بعض محاولات الفلترة التي تعاني منها عملية تدفق المعلومات .. أو الانحياز لفلسفة النظام السياسي الحاكم أو لثقافة السلطة واللاعبين السياسيين .. إلا ان الفضاء الواسع للاعلام وشبكة الانترنت أتاحت للجميع الوصول الى ما يتوق اليه من معارف ومعلومات متجاوزاً العقبات التقليدية سواء في التشريعات والقوانين ، أو السياسات الاعلامية ..
  وقد تأثر الاعلام الثقافي الى حد بعيد بالقيود التي كانت تفرض بين وقت وآخر على وسائل الاعلام ، ووسائل الثقافة في آنٍ واحد، الا أن الاعلاميين والمثقفين اليمنيين كان ولا يزال لهم دور واضح في مجابهة تلك التحديات التي حاولت عرقلة عملية التطور في مسارات الثقافة والاعلام .. أن الإعلام الثقافي يعكس مستوى تطور، ونضج الحياة الثقافية ذاتها .
    وفي كثير من المراحل منذ قيام الجمهورية اليمنية سيطر الى حد بعيد مفهوم النظرة التكاملية لدور الاعلام والثقافة حيث كان الاعلام والثقافة ضمن وزارة واحدة .. وعلى الرغم من توزع مهام الاعلام والثقافة بين وزارتين كما هو قائم حالياً الا ان مفهوم التكاملية والتبادلية بين الاعلام والثقافه لايزال وسيظل قائماً . . وقد كانت أبرز محطة ازدهر فيها الاعلام الثقافي اليمني منذ قيام الجمهورية اليمنية هو العام 2004 الذي أعلنت فيه صنعاء عاصمة للثقافة العربية .. حيث تخلل ذلك العديد من الفعاليات الثقافية ، الفكرية ، الادبية.. والتكريم للمبدعين والذي حظي باهتمام اعلامي 
  مقبول . 
 التحديات التي يواجهها الاعلام الثقافي في اليمن :
1.    محدودية الامكانيــات الماديه والتي تؤثر على الاعلام والثقافة معا ً..
2.    الموروث السياسي والازمات المتكررة التي طبعت الاعلام والثقافة بطابع التأزم والاستثنائية لفترة غير قصيرة .
3.    غياب رؤية متكاملة ، أو لنقل استراتيجية متكاملة للاعلام الثقافي
4.    محدودية وضعف البنية الثقافية ، مثل عدم توفر المسارح، المكتبات ، المنتديات بالشكل المطلوب .
5.    محدودية التنسيق بين المكونات الاعلامية والثقافية .. فعلى الرغم من أن كثيراً من المثقفين يجمعون أحياناً بين كونهم أدباء وفي نفس الوقت صحفيين ، أو اعلاميين .. الا أن التنسيق لا يزال ضعيفاً ..
6.    محدودية الهامش الثقافي في الاعلام اليمني ، والصحافة ، والمواقع الالكترونية ، والفضائيات .. على الرغم من الصفحات أو الملحقات الثقافية لبعض الصحف هنا وهناك ..
7.    إن بعض الصحفيين الذين يعملون بالأقسام والصفحات الثقافية يجهلون الى حد ما المبادئ الأساسية للعمل في هذه الصفحات، بينما المطلوب من المشرف على هذه الصفحات، أن يكون على قدر مناسب من الابداع و أن يملك قدْراً من الثقافة ، و الحسّ النقدي.
8.    غياب شبه كامل لصحف أو مجلات أو فضائيات ، أو مواقع الكترونية تختص بشكل كامل بالجانب الثقافي .. مع التسليم بما تقدمه اذاعات البرنامج العام والاذاعات المحلية من برامج ثقافية  .. الا أن التوجه نحو تنمية ثقافيه متطورة لايزال محدوداً ، وقد يكون ذلك ناتجاً كما أسلفنا عن حالة الازمات المتكررة .. والاوضاع السياسية التي كثيراً ما ألقت بتأثيراتها على الاوضاع العامة للبلاد ومنها الاوضاع الثقافية ..
9.    ظهور الجماعات الدينية المتطرفة التي شوهت الثقافة اليمنية والعربية والاسلامية ، واستغلت وسائل الاعلام ومواقع الانترنت في نشر ثقافتها المتخلفة ..    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق