أمريكا تفشل في انتخاب رئيس مجلس النواب .. لماذا؟

ما الذي حدث بالضبط لمجلس النواب الامريكي .. ليست جولة أو جولتان .. بل ثمان جولات متتابعة يفشل فيها المجلس في انتخاب رئيساً له وبالتالي يتعرقل الجهاز التشريعي للولايات المتحدة الامريكية .. بالتأكيد ليس هناك ثلث معطل كما هو الحال في لبنان حيث تلعب ميليشيا حزب الله لعبتها في تعطيل الجهاز التنفيذي والتشريعي والرئاسي للدولة اللبنانية فيعجز مجلس النواب عن اختيار رئيساً للبلاد ، وأحياناً كثيرة يفضل النواب انتخاب ورقة بيضاء بدلاً عن المرشحين .. انها أمريكا الدولة العريقة في الديمقراطية وحيث ينتصب أكبر تمثال يرمز الى الحرية والتحرر في العالم ..

الانقسام القائم في الولايات المتحدة الامريكية منذ تولي الرئيس السابق دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الامريكية واضح للعيان .. بات أكثر عمقاً .

هل هي الخلافات الداخلية ، أو الانشقاقات في الحزب الجمهوري المعروف برصيده النضالي الكبير في الحياة السياسية الأمريكية أما أن الحزب قد صار بالفعل مختطفاً من قبل جماعة متطرفة عرقلت من قدرته على انجاز الاستحقاق الانتخابي وحسم مسألة انتخاب رئيس لمجلس النواب .. أم أن البعض لا يزال يبحث عن صفقات ضمن هذه العملية في توسيع تواجده وتمثيله ضمن الهيئة المعنية بصياغة التشريعات والمنبثقة عن المجلس النيابي نفسه وبعض اللجان والهيئات الاخرى التي تلعب دور اللوبي في المجلس النيابي الامريكي ..

أقلية يمينية متطرفة من عشرين عضواً يريدون فرض اجندتهم على كيفن مكارثي الذي ان قدم تنازلات لهم واكتفى بما لديه من 200 صوت سيكون رئيسا ضعيف جداً لمجلس النواب .

لا شك أن الديمقراطيون سعداء بمثل هذا الذي يحدث اليوم .. وقد تكون نانسي بيلوسي الرئيسة السابقة لمجلس النواب من الحزب الديمقراطي هي الأكثر سعادة وهي تراقب تلك الجولات المتتابعة من الفشل الجمهوري في اختيار رئيس يحل محلها ..

وهذا ما أظهرته عملية التصويت في تلك الجولات حيث حصل رئيس الاقلية الديمقراطية على نفس عدد الاصوات التي حصل عليها مرشح الحزب الجمهوري بما يعكس وحدة وتماسك الحزب الديمقراطي مقارنة بالجمهوري الذي يعاني من الانشاقاقات والتشقق .

كما أن هناك الكثير من الكيانات المعادية للديمقراطية الامريكية  حول العالم  يتحدثون بكثير من التشفي لما يحدث في مجلس النواب الامريكي ليدعموا اتجاهاتهم الديمقراطية التقليدية والمتخلفة ..

يقال أن ذلك قد حدث قبل مئات السنين ، أو كما يقال في عصر الديناصورات .. ولكن ليس بالضرورة أن يتكرر .. فالوضع الطبيعي أن الديمقراطية تتطور وتتعززز وتتمأسس أكثر فأكثر .. وفي كل مرحلة تنتج معالجات أكثر حداثة وأكثر نجاح في التعبير عن الرأي وتعزيز الاجراءات المعبرة عن الحرية ، وبالذات حرية الاختيار ..