الحب لا يعرف الرصيف ـ قصة قصيرة ـ للكاتب/ يونس هزاع . - Elegant Writer

Breaking

الجمعة، 15 أبريل 2022

الحب لا يعرف الرصيف ـ قصة قصيرة ـ للكاتب/ يونس هزاع .



                                          قصة قصيرة

قبلة على الرصيف في زمن الحرب لأسرة مشردة ـ لا مأوى ولا  راتب ـ في لحظة الانهماك في الحب نسي الاثنين ـ الزوج والزوجة ـ كل هموم الحياة ـ وبقي شيء واحد أن ذكر وأنثى على قارعة الطريق يجمعهما حب كبير وتشرد أكبر لكنهما لا يستسلمان للظروف .. قبلة عميقة في شفتين ترتعشان من البرد لها مذاق آخر يطفيء لهيب العشق ، والحنين ، وينهي الجوع والعطش ، والخوف .. انه بقعة الأمان الوحيدة في وطن التهمه رجال الدين والخرافة .. لا يهتمون بذلك الصوت القادم من مكبرات الصوت الذي يصرخ ويستدعي الموت لأمم لا تعرف عنه شيئاً وتسخر منه حتى أسراب الغراب المحلق في السماء ..

   أعجبني هذا التمسك بالحياة .. هذا الحب الذي يستحق أن نقدسه وأن يكون منهجاً يدرس في جامعات العالم وبكل اللغات ..

   لم يقل لها أحبك .. وكذلك هي  لأن القبلة التي التهمها الاثنان بذلك العنفوان تبدو كافيةً أكثر من  آلاف الكتب ودواوين الشعر الرومانسي .. كان اندماج لعابهما في لعاب واحد ولسانهما في لسان واحد كافياً لمزج تلك المشاعر الملتهبة وليذهب بعدها الاثنان الى مكان يواريهما من نظرات الحسد والشفقة والتكفير .. في مكان أشبه بالكرتون اندمجا معاً في وضع يساوي واحد .. كلاً منهما يحتوي الآخر .. ولم يصحيا الى في الصباح على صوت دراجة نارية انصدمت بذلك الكرتون ..

    يا لها من لحظات لا تعرف قيمتها تلك العصابات التي تسرق شعب يمتلك من الاصرار على الحياة بما لا يجعله عاجزاً عن  الاستمتاع بلحظة عناق طوال الليل في كرتون فارغ كان مخصصاً لبيع البيض .. ككتاكيت يخرجون من  الكرتون يبتسمون لا لشيء ولكن لأن الحب لا يعرف الرصيف . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق