حمدة الخياطة الأردنية .. وانقطاع المرتبات في اليمن

 

      كنت أتابع على مواقع التواصل الاجتماعي التفاعلات مع قضية الخياطة الأردنية حمدة (#حمدة_الخياطة)  التي تعرضت للاهانة أمام زملائها وزميلاتها من قبل مديرها ، أو صاحب معمل الخياطة التي تعمل فيه .. هذه القضية التي أثارت حزن واستياء الشارع الأردني .. لقد وصلت حمده الى المستشفى جثةً هامدة بعد ذلك الموقف الوحشي من قبل رئيسها في العمل الذي تسبب لها في نزيف دموي في الدماغ في قضية هي شكل من أشكال اعتلال القلب المكسور نتيجة الاساءة والاهانة التي تعرضت لها ..

    الملفت للانتباه أن غالباً ما يتم وضع شروط للانخراط في وظيفة ما من الوظائف البسيطة في حين لا يخضع المدير ، أو صاحب العمل الى شروط في كونه يصلح أو لا يصلح أن يكون مديراً خاصة ً في هكذا معامل تتكون من مجموعة كبيرة من العاملين ، والعاملات ، بالذات النساء اللائي لا يقوين بحكم تكوينهن البيولوجي على تحمل ضغوط العمل .. وكذلك معظم العاملين باستثناء القليل ممن لا يتأثرون بالطرق والسحب بحكم انخفاض منسوب الشعور بالكرامة لديهم .

    هذه القضية المسيئة والمهينة ذكرتني بمجاميع الموظفين الحكوميين في اليمن الذين يعيشون قسوة الظروف بدون مرتبات منذ ست سنوات  ، وكم هي عدد الحالات التي أدت الى الوفاة ،وحالات أخرى يعيشون شبه أحياء .. الى جانب الكثير من العاملين في القطاع الخاص الذين تم الاستغناء عنهم نتيجة ظروف الحرب ، وغياب الدولة ..

    ليست اليمن الوحيدة التي تعيش حالة حرب منذ أحداث ما سمي بالربيع العربي لكن هناك الكثير من الدول العربية تعرضت لاضطرابات وحروب مثل سوريا، العراق، ليبيا، السودان، الجزائر ... وحتى الصومال .. وهذه الدول لم تنقطع فيها المرتبات .. غير أن اليمن هي الدولة الوحيدة ، والشعب الوحيد الذي يعيش هذه الأزمة الكارثة في ظل غياب أي شعور بالمسئولية من قبل السلطات التي جعلت من الحرب ذريعةً لمصادرة حقوق الموظفين والعاملين  .