حكومة العِمامات - Elegant Writer

Breaking

الأربعاء، 8 سبتمبر 2021

حكومة العِمامات

 


 

                           

       هاهي تتشكل حكومة العمامات الطالبانية من الحرس القديم الذي أعيد تدويره على مدى عشرون عاماً .. هل يمكن لعاقل أن يقتنع بأن مثل هذه الحركة بحكم تكوينها ( البيولوجي، والفسيولوجي، والأيديولوجي ) قادرة على قيادة بلد..اذا كانت هي نفسها ترفض استيعاب حقيقة كراهية الشعب لها، نساءً وشباباً ، شيوخاً وأطفالاً .. يكفي أن تنظر الى حالة التدافع والتسابق الى الطائرة الأمريكية وهي تغادر مطار كابول لترى حجم المأساة والشعور الشعبي الأفغاني بكارثة عودة طالبان للحكم ، وحجم الخذلان الذي تركته أمريكا بمغادرتها عقب عقدين من الزمان لم تتمكن خلالهما من بناء أفغانستان الديمقراطية والتحرر والاستقلال ..

     هاهي طالبان تعود بعماماتها ، ولحاها .. بتطرفها، وتخلفها ، ورفضها الانخراط في عالم الثورة الرقمية ، ثورة الاتصالات والتكنولوجيا .. وكل ما تعلمته خلال عشرون عاماً من التواجد الأمريكي هو اظهار شيء من الديبلوماسية في حديث المتحدث الرسمي باسمها وهو يعبر عن رغبته في بناء علاقات مع العالم وخاصةً أمريكا .. أعرف بأن هذا المتحدث الغبي ليس له وزن ، وليس له قيمة في جماعة طالبان .. لكنه يحاول أن يخدع العالم بأن طالبان اليوم غير طالبان قبل عشرون عاماً .. غير أن الحكومة في تشكيلتها وهي تعيد نفس الحرس القديم المُنحطّ  المُحنّط منذ عصر الديناصورات يؤكد حقيقة عدم قابلية هذه الحركة وغيرها من الحركات المشابهة على مواكبة التطور في العالم بشكل عام ، وحالة الوعي في المجتمع الأفغاني على وجه الخصوص ..

    فرقة الأوبرا الأفغانية من الفتيات ذوي الاحتياجات الخاصة تركت آلاتها الموسيقية هرباً من طالبان قبل أن ياتي اليها موفد الحركة ليبلغها بالتوقف عن العزف .

     حكومة العمامات تقول بأنها ستطبق الشريعة الاسلامية .. أي شريعة اسلامية ستطبقها طالبان ـ هل شريعة الشافعية ، أم شريعة الزيدية ، أم شريعة الحنبلية ..... أم شريعة الحنفية .. انها ستطبق شريعة الغاب.. لا توجد شريعة دينية قابلة للتطبيق في هذا العصر سوى شريعة الحرية ، والديمقراطية ، والتحديث .. في هذا الوضع الذي بات العالم يتسم بالسرعة الهائلة ، والتدفق الهائل للمعلومات ، والتواصل اليومي عبر القارات والدول والأفراد .. عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت ـ لا يمكن لحركة دينية أن تستوعب حجم الفجوة  بين مستوى تفكيرها ، وبين واقع التطور الذي يعيشه العالم .. هي بالتأكيد موضع سُخرية كل طفل أفغاني ، كل امرأة أفغانية .. وهي من سخرية القدر أن تعود لتحكم بعد أن أوشك العالم على نسيانها .. وكأنها قد بُعثت من القبر من جديد.

      اعادة تدوير الحركات الدينية ، هو اعادة انتاج مخلفات أيديولوجيات التطرف العفن التي لا يمكن الا أن تكون فقّاسات ، ومرتعاً ، وملاذاً للارهاب والعنف ..

     طالبان اليوم هي نفسها طالبان ـ قبل عشرون عاماًـ مع فارق التزوير في تاريخ الانتاج .. لأنها المفروض قد صارت منتهية الصلاحية بحكم الزمن ـ لكن اتفاق السلام ـ مع أمريكا يحاول عبثاً منحها فترة صلاحية اضافية ، أو فُرصة جديدة لتقدم نفسها للشعب الأفغاني وللعالم بشكل مُختلف لكنها عاجزةً بفعل تكوينها أن تستوعب كل ما هو خارج عماماتها من فضاءات ومحيطات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق