الثناء على الغباء

 

اذا استمر شخص ما في استغباء نفسه ، أو ادعاء الغباء أمام الآخر ، وابداء الثناء الزائد على ذلك الآخر  فانه ربما يتحول تدريجياً الى شخص غبي بالفعل .. لان الاعتياد على التذاكي والتغابي ، أو الاعتياد على الذكاء والغباء مثله مثل الاعتياد على كثير من الأشياء .. هي رياضة ذهنية ربما تجعل عقلك الباطن يتحول بفعل ادعاء الغباء شيئاً فشيئاً الى عقل غبي .. أما الآخر الذي تُسرف بالثناء عليه ـ مع أنك في داخلك تحدث نفسك ـ كم هو غبي ذلك الشخص .. لكنك في تشجيعك له ، ووصفه بالذكي ربما انك ـ دون أن تدرك ـ تقوم باستذكاءه .. أي أنك تتحرش في خلايا دماغه ، فتُحرره تدريجياً بفعل الثناء المتزايد حتى أنه يقنع نفسه تدريجياً بأنه ذكي ، ويتجاوز ذلك الى الشعور بالتفوق عليك .. فجأةً ستجده يتصرف كما لو أنه أكثر ذكاءً منك .. اذن هو يكتسب ذكاءه من ثنائك عليه وادعاءك الغباء ، والعكس صحيح  يمكن أن تبدو هذه العمليه كما لو أنها شكل من أشكال التدريب على أن تكون غبياً فتقودك في النهاية الى غباء فعلي .. بمعنى أنك تتعلم الغباء وتتحول الى غبي طوعاً ، في الوقت الذي تساهم في دعم قدرات الآخر ليتفوق عليك ..(Smartness without Wisdom is Stupidity)

على سبيل المثال عندما (تعمل اعجاب ) أو اشارة (لايك) على سبيل المجاملة لشخص أنت تُدرك تماماً كم هو ضعيف في كتاباته ، وفي آداءه ـ لكنك تجامله ـ أو تشفق عليه وعلى جُهده ، واحياناً احتراماً لسنه ، أو مركزه الوظيفي ، او الاجتماعي ، أو تعتبر ذلك نوع من احترام قواعد السلوك ( أو الايتيكيت ).. قد يكون ذلك صحيح الى حدٍ ما .. لكن عندما يتحول تصرفك هذا الى حالة يومية تتبعها بقصد ( أن تاكل بعقل الآخرين حلاوة) بحسب المثل الشعبي المصري ..مثل هذا التصرف المُبالغ فيه الذي قد يبدو شكل من أشكال السخرية عند البعض ، لكنه ينعكس على ذاتك فيتحول تذاكيك في ادعاء الغباء الى غباء بالفعل .