صناعة السلام تتطلب شجاعةً أكبر تفوق بكثير تلك الشجاعة التي تتطلبها
صناعة الحروب .. لأن السلام يقوم على تحكيم العقلِ ، ومغادرة مُربعات الوحشية
والتوحّش التي تتوسع شيئاً فشيئاً مع حالة الحرب والأزمات ، وما يتشكل معها من
مصالح ومناخات يعيش عليها تُجّار الحروب في حين يكون مصير أغلبية أفراد المجتمع
الحرمان ، والاعاقات ، وربما الفناء .
ان الحاجة الى العقل الذي
يقتنص فُرص السلام فيبادر اليها ، أو يستوعب المبادرات سواءً من قبل وسطاء محايدين
، أو رُبما من الخصم نفسه فيوظفها في خدمة تسوية تُلبي مصالح الجميع بعيداً عن
الأنانية هي حاجة أساسية ترقى الى مستوى الضرورة المصيرية ..
حالة الانهاك المتبادل بين أطراف الصراع قد تقودهم في نقطة ما الى القبول
المشترك بمنطق التوقف عن الصراع ، والتفكير معاً في طريقة ما للعيش المشترك على
قاعدة التعايش والتشارك .. وفي سبيل العيش بسلام لابد من التنازل من أجل ذلك
السلام المنشود ..
التنازل عن حالة الخوف ،
والقلق ، والتوتر التي يولدها العنف والصراع المسلح هو الشيء الوحيد والبسيط
والضروري للتوجه نحو السلام ، السلام الذي يوفر الاطمئنان للجميع ، والاستقرار
للشعب والوطن ..
عندما يعلو صوت السلام على
صوت البارود ، والصاروخ ، والمتفجرات
حينها فقط نستطيع أن نؤمن بأن الايمان يمان والحكمة يمانية حقاً .. وعند
انتصار هذه الحكمة يبدأ السلام ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق