تمجيد الذات وشيطنة الآخر.. عام آخر من الصراع

 

  يستعد العالم لدخول العام الميلادي لجديد 2021 بكثير من الأمل والتفاؤل ، بقلوب مفتوحه وعقول منفتحة على الثقافات والحضارات بينما تواصل الشعوب العربية والإسلامية اندفاعاتها المتناقضة والمتعارضة في استحضار غريب للنزعات العرقية والطائفية ، والمذهبية .. تربص مستمر بالآخر لتخوينه وشيطنته ، ومحاولة تقديم الذات كما لو أنها جزء من الذات الإلهية .. رغبةً مُتصلة ومتواصلة في اثبات الذات عن طريق تدمير الآخر .. انكار واضح لطبيعة التنوع والاختلاف التي نشأ عليها الكون والمخلوقات ، والطقس ، والجغرافيا .. 

    لا مجال لاستخدام العقل في بناء الكيان العربي الذي يحترمه ـ أي الذي يحترم العقل ـ والتفكير .. وفي المقابل تتنامى وتتوسع دائرة الأفكار التخريفيه والفكر التخريفي الذي لا يقوم على أساس علمي ـ ليس ذلك فحسب ـ بل يتحول التخريف الى فلسفة دينية يقدسها الكثير ممن يحاولون إضفاء طابع الوقار على سلوكهم المريض ، واستخدامهم المعلول لمفاهيم الدين في وضع اجندات سياسية مرفوضة لانها لا تعبر عن الأغلبية ـ انها في كثير من الأحيان والظروف تستفز الأغلبية ، تستفز الثقافة ، تستفز الهوية ، تستفز رغبة المجتمعات في الخروج من عباءة التطرف والتخلف .