تقديم لروايتي : جراح على جدار الذاكرة - Elegant Writer

Breaking

الخميس، 15 أكتوبر 2020

تقديم لروايتي : جراح على جدار الذاكرة

 

              بقلم  الأستاذ. حسن عبدالوارث

في حالة اختيار جادة ، أو في قُبالة مفترق طرق ، يجد المرء نفسه أحياناً امّا حائراً بالضرورة أو مُقرراً للضرورة  ، بين أن تختار الشيء أو ضده ، الموضوع أو نقيضه .. أو بين أن تخطو في هذا الاتجاه ، تاركاً الاتجاه الآخر وراء ظهرك ..

      في أُتُون هذا المشهد ، وللدلالة على ما  أقصده ، أعرف أشخاصاً وجدوا أنفسهم في وضع القرار لاختيار هذا الموضوع العلمي أو ذاك تخصصاً في عملية التحصيل العلمي ، أو بين هذا الشق الأدبي أو الفني أو ذاك مجالاً للنشاط غير التخصصي أو الابداع أو الهواية .. غير أن المرء أحياناً لا يجد صعوبةً في الجمع بين اجادة موضوع التخصص ، أو النشاط والهواية  .. وخير سُعْدٍ للمرء اذا كان شُغلك العام ونشاطك الخاص وهوايتك المُحبّبة يلتقون في بوتقة واحدة وفي حميمية خالصة .. وهذا هو ما حضي به الأستاذ يونس هزاع صاحب هذه الرواية التي حملت عنواناً مُثيرا للانتباه ولافتاً لتميزه " جراح على جدار الذاكرة " .. فقد طوى يونس هزاع معظم عمره في المجال السياسي والإعلامي ، والنشاط الحزبي ، حتى كادت السياسة تغدو وظيفته اليومية وشغله الشاغل .. ومن كانت السياسة تلتهم معظم وقته وجُهده وتفكيره ، يكون أكثر الناس حاجةً الى الأدب والفن كمصدر للتنفيس الروحي أو الانتعاش الإبداعي .. فلولا لجوء الساسة الى فضاءات الادب والفن والكتابة الإبداعية ـ ناهيك عن القراءة المتميزة ـ لوجدوا أنفسهم في جزر يابسة معزولة ، على صعيد الذات والواقع معاً .         

                 
                     
***    ***   ***

في ثنايا هذه الرواية فصولاً تتنوع في موضوعاتها ، وتتباين في شخوصها ، وتتناءى في مواقفها ، غير أن وحدةً عضوية تجمع بينها على نحو مدهش ، ويُمسك بها صاحب الرواية في يديه بالاستناد الى تجربته الأدبية من ناحية ، والى علاقته المباشرة بموضوعاتها ـ وحتى شخوصها أحياناً ـ من ناحيةٍ أُخرى .

     ولعلّ اختيار العنوان مَهَمّةً مُهِمّة لدى مُعظم الكُتّاب ، بل لا تقل أهميتها عن اختيار معظم وجوه العمل الإبداعي ، كالفكرة والأسلوب والخاتمة وغيرها ـ حتى ان بعض النقاد يحيلون هذه القدرة على موهبة خاصة بذاتها .. وقد جاء عنوان وفصول الرواية  لتشير الى هذه الموهبة .

      ان التوغل في شرح العمل الإبداعي يقتل أجمل مافيه ، ويُطيح بلحظة المفاجئة بين القاريء والعمل ، وأفضل ما يمكن أن يعمله من ينوط به تقديم هذا العمل الإبداعي أو ذاك هو أن يفتح الباب قبالة القاريء ويدعوه الى الدخول في النص ، من دون أن يرمي في طريقه بأية إشارات أو ملاحظات قد تكون سبباً في تعثر خطواته في درب النص الإبداعي .

   لا أجد الا أن أقول : هذا يونس هزاع ، وهذه روايته التي يتقدم بها يونس الى بلاط فن السرد ورحاب عالم الكتابة وفضاء الابداع المدهش .. وهو جدير بأن تقرأوه وهي تستحق أن تقرؤوها .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق