كورونا .. من ووهان الى ايران - Elegant Writer

Breaking

الأحد، 23 فبراير 2020

كورونا .. من ووهان الى ايران


 بدأ فيروس كورونا في الانتشار شيئاً فشيئاً حتى بات ضيفاً مُخيفاً على العديد من دول العالم  .. ومع أنه انطلق من منطقة ووهان في الصين الا أنه انتقل بعد ذلك الى كوريا الجنوبية ، واليابان .. ثم الى ايران .

   ورغم حالة الوفيات الناتجة عن هذا الفيروس في الصين ( حتى الآن عدد المصابين بفيروس كورونا  75567 حالة توفي منها 239 حالة، وفي كوريا الجنوبية أعلنت السلطات أن  عدد الحالات المصابة مئة حالة توفى منها حالتين فقط . وبلغ عدد الإصابات، وفقا لآخر تحديث، 204 إصابات(.. الا أن منظمة الصحة العالمية تبدي اطمئناناً نتيجة قوة النظام الصحي ،وجدية وشفافية التعامل من قبل السلطات الصينية مع المرض والمصابين ، أو المشتبهين بالاصابه .. وكذلك الحال في اليابان ، وكوريا الجنوبيه .. اذ تبدو نسبة الضحايا الى اجمالي عدد المصابين ضئيلة جداً في حين تبدو النسبة مُقلقةً  في ايران حيث أعلنت السلطات الإيرانية عن وفاة ستة ضحايا حتى الآن من اجمالي 25 إصابة المعلن عنها .. الحالات في مدينة قم المقدسة، جنوبي العاصمة طهران، التي تُعد وجهة هامة للمسلمين الشيعة في المنطقة.. ونقلاً عن  مسؤولون في كندا إن أحد المصابين التسعة المعلن عنهم في البلاد امرأة قادمة من إيران.

   ايران وغيرها  من دول الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل تعاني من ضعف في المنظومة الصحية الى جانب ضعف الجدية والشفافية في التعاطي مع المرض .. ويُظهر الكثير من المراقبين شكوكاً واضحة حول عدد الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا في ايران خاصةً مع ظهور إصابات لأشخاص انتقلوا من ايران الى العراق ،ولبنان ..

   حالة الهلع والخوف في الشارع اللبناني ، والعراقي مبررة نتيجة الضجة الإعلامية التي صاحبت هذا الفيروس منذ اكتشافاته الأولى وهي نفس الحالة في الشارع الإيراني وتنتقل تدريجياً الى بقية الأقطار والدول مع الإعلان عن كل حالة يتم اكتشافها ، أو وصول مسافرين قادمين من ووهان ، أو طهران ..

   ان المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسئولياته إزاء هذا الانتشار وخاصة منظمة الصحة العالمية اذ يقع عليها واجب تعزيز النظام الصحي الإيراني ، ودعمه بالمعدات والأدوية ، والكمامات ، والحيلولة دون تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران على جاهزيتها في مواجهة المد الكاروني ..

    

ان الحديث عن المد الشيعي والثوري الإيراني الذي يشكو منه جيران ايران في المنطقه يجب أن ندعه جانباً عند التعامل مع فيروس كارونا .. فشتان بين المد الكاروني ، والمد الإيراني .. لأن الفيروس لا يعترف بالمذاهب والأديان والثورات ، والسياسات .. ولكن عندما يتم التعامل مع هكذا وباء من منطلق المكايدات السياسية فذلك منتهى الغباء ..

     الفيروس لا يتحرك بنفس آلية الصواريخ الباليستية بحيث يستهدف قواعد عسكرية أو منشآت لكنه يتحرك بعشوائية وينتشر في كل الاتجاهات ..وكلما تزايد انتشاره في ايران تتزايد احتمالات انتقاله وانتشاره في الدول المجاورة لإيران .. وبدرجة أساسية الدول التي تتسم علاقتها التجارية والسياحية والدينية بكثافة تبادل انتقال البضائع والمسافرين .. وبالذات تلك الرحلات المتجهة الى المواقع الدينية والأضرحة التي يرتادها الناس بقصد العبادة أو ممارسة الطقوس الدينية الأخرى .. وهي عادة ما تكتض وتزدحم بهم ..

  ويقع على عاتق السلطات الإيرانية تكثيف الجهود في مجال التوعية الصحية ، وتوفير مستلزمات الوقاية ، ومنشآت الحجر الصحي .. والحد من حالة الازدحام في المنشآت الدينية السياحية .



              


هناك تعليق واحد: