New
انعقد
مؤتمر برلين في الـ 19 من يناير 2020 في العاصمة الالمانية برلين بهدف
انهاء النزاع بين قوات حكومة الوفاق والجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر .. وسط توترات أمنية وضغوط نفطية .. فيما يترقب
الشارع الليبي ما سيخرج به المؤتمر من اجراءات عملية ـ وليس مجرد قرارات ـ لانهاء
الحرب واحلال السلام في هذا البلد الذي لم تتوقف فيه الحروب والتوترات الأمنية منذ مقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في
2011
النزاع
الليبي ليس مجرد نزاع بين شرق وغرب
ليبيا .. لكنه بين قائمة الرعاة لحروب ليبيا بالوكالة .. وربما هي نفسها قائمة المشاركين في مؤتمر برلين ...
وعلى الرغم من أن مسآلة التدويل ليست جديده على المشكلة الليبية والتي ولدت
أصلاً من رحم التدويل بفعل اسقاط نظام القذافي عن طريق حلف الاطسي .. الا أن
الجديد حالياً هو التدخل التركي الروسي .. وبشكل أكبر وضوحاً التدخل التركي
العسكري ..
ويكشف الواقع الليبي عن
تصارع المصالح الدولية على ليبيا ليس فقط لكونها دولة نفطية كبيرة لكن
نتيجة لانها بوابة المهاجرين الى أوروبا ،
بالاضافة الى خطورة تواجد الجماعات الارهابية التي باتت تشكل خطراً على دول الجوار
وعلى دول أوروبا .. وهذا ما يجعل فرنسا
ودول أخرى تدعم الجنرال المتقاعد خليفه حفتر
للقضاء على الارهابيين ..
ان
أهم ما خرج به مؤتمر برلين هو الدعوة الى
وقف التدخلات العسكرية الخارجية ..وتشكيل لجنة متابعة دولية تكون على مستوويين ـ الاول يكون
سياسياً يلتئم كل شهر ـ والثاني : تقنياً .. بالاضافة الى الدعوة الى وقف كل الميليشيات ووقف تسليحها .. الالتزام
بقرارات الامم المتحدة المتعلقة بوقف
تصدير السلاح الى ليبيا .. وكذا البدء بعملية سياسية شامله ..
يتوقع مراقبين أن تقود نتائج هذا المؤتمر الى السير في طريق التغيير
للمجلس الرئاسي واسدال الستار عن حكومة
السراج الحاليه .. اضافة الى تهيئة الظروف
لتقديم مبادرات في المسار العسكري .
وفيما يتعلق بالدور التركي يرى بعض المحللين
امكانية استمرار تركيا في ارسال المرتزقه
وتقديم الدعم اللوجستي لحكومة السراج لكنها
ـ بعد انعقاد مؤتمر برلين ـ لن تجروء على
ارسال جيوش مدججه بالسلاح ..
في ظل الهدنه الهشه التي حققها
مؤتمر برلين أعرب الامين العام للامم المتحده غونتيرس عن قلقه من حالة الاضطرابات
في الموانيء النفطية في ليبيا والتي أحاطت بانعقاد مؤتمر برلين ..وبدا غونتيرس مُهتماً بوقف اطلاق النار .. وأشاد بالدور
الديبلوماسي للدول الاوروبية ، منوهاً الى أهمية
دورها في المستقبل وفي اعادة اعمار ليبيا .. كما أشاد بدور بعثة الامم المتحده التي بقيت هي الوحيده تقريبا بعد مغادرة بقية البعثات الاراضي الليبية ..
من
جانبه أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون
عن قلقه الكبير من وصول قوات سوريه الى العاصمة طرابلس .. وطالب الامم المتحده باجراء تفاوض بين أطراف
الازمه الليبية دون شروط مسبقة ..
وتستحضر الذاكرة الليبية جُملةً من الفعاليات والاجتماعات التي جرت في
الماضي في سياق حل المشكلة الليبية ( اجتماع أبوظبي الأول والثاني ، مؤتمر باريس)
بين الاطراف الليبية والتي خرجت بالنقاط نفسها تقريباً التي خرج بها مؤتمر برلين
وفي مقدمتها أن الحل العسكري ليس هو الحل للمشكلة الليبية .. يترقب الشارع الليبي ما ستقوم بتنفيذه الامم المتحده ومجلس الامن
الدولي من خطوات عملية على درب السلام أو الهدنه أو ايقاف اطلاق النار .. الترجمة
على أرض الواقع هو ما يريده الليبيون ..
لقد كان هناك حرصاً على انجاح
مؤتمر برلين وكان ذلك واضحاً من حجم التحضيرات واللقاءات التنسيقية الثنائية
المكثفه التي سبقت انعقاده .. خصوصاً بين
وزراء الخارجية التركي الاماراتي ـ الرئيس السيسي ـ وزير الخارجية الامريكية ـ
وزير الخارجية الالماني ـــ ولقاء الرئيس
الفرنسي بالجنرال خليفة حفتر ..
ومع ما اكده وزير الخارجية الروسي
لافروف من استحالة جمع الأطراف الليبية في الوضع الراهن .. يرى آخرون أن ما يحصل
في برلين خطوه على طريق عقد مؤتمر خاص لجميع الاطراف الليبيه يعمل المبعوث الخاص
للامين العام للامم المتحده الى ليبيا غسان سلامه على أن ينعقد في المستقبل القريب في جنيف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق