ايران .. الانتقال من مربع الدفاع الى مربع الهجوم

 

 سريعاً بعد امتصاص الضربة الامريكية التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سُليماني والتي ردت عليها ايران بقصف صاروخي مكثف على قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق .. وما تبعها من ارتكاب خطأ قصف الطائرة الأوكرانية وسقوط 176 قتيلاُ ركاب الطائرة من عدة جنسيات بالاضافة الى طاقمها الأوكراني .. سريعاً تنتقل ايران الى تأكيد مضيها في تخفيض التزاماتها ازاء الملف النووي ، وتعلن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم في خطوة تكشف عن انتقال ايران من حالة الدفاع الى الهجوم ..

وفي أول جمعة ايرانية عقب تلك الاحداث من المتوقّع أن يُلقي المرشد الايراني الامام علي خامنئي  خطبتي الجمعة ويؤم المصلين في صلاة الجمعة ، وهو تأكيد للظرف الاستثنائي الذي تعيشه ايران  بعد مقتل سُليماني ، وتفجير الطائرة المدنية الأوكرانية وما تبعهما من تداعيات على مستوى المنطقه  والعالم ..

 ملف  الطائرة المدنية الأوكرانية على وشك الدخول في دائرة التدويل ..

 ففي الاجتماع  التنسيقي لوزراء خارجية الدول  الخمس التي فقدت رعاياها في حادث الطائرة المدنية الاوكرانية والذي انعقد في لندن اليوم  .. خرج الاجتماع بخمس مطالب وفي مقدمتها المطالبة  بتحقيق دولي شفاف .. بالاضافة الى تقديم المسئولين للمحاكمه ـ تسليم التعويضات لذوي الضحايا .. نقل جثامين الضحايا .. وقد صرّح وزير الخارجية الكندي قائلاً :" نحن بصدد حفظ الحقوق المادية والمعنوية لاهل ضحايا الطائره .. نطالب بتحقيق شامل وشفاف مشيراً الى أن الدول التي فقدت رعاياها ، وأهالي الضحايا منتظرين اجابات على العديد من التساؤلات ، وكذلك العالم يريد أجوبة" ..

في اتجاه آخر وعلى مستوى الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع ايران .. كشفت برلين عن ما تلقته الدول الأوروبية الثلاث ( بريطانيا ، فرنسا ، المانيا ) من تهديدات من قبل واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية  على واردات  سياراتها  فيما لولم تتهم ايران بخرق الاتفاق النووي ..

وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قد اتهم الدول الأوروبية  بالرضوخ لتهديدات  ترامب  .. مضيفاً ان الاوروبيين تخلو عن الاتفاق النووي ..رغم أن الدول الثلاث الكبرى ( بريطانيا ، المانيا ، فرنسا) اعلنت رسمياً عزمها  تفعيل آلية فضّ النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي مع ايران ..

 وأكد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي الحاجة الماسة الى الاتفاق النووي  في هذه الأثناء أكثر من أي وقت مضى .. مشيراً الى الحاجة الى ممارسة ضغط على ايران بان تعود عن انسحابها من التزاماتها في الملف النووي .

ومع ما تبدو عليه الدول الاوروبية الثلاث مجتمعة من التمسك بالاتفاق النووي .. يبرز الموقف البريطاني حالة مختلفة تتطابق مع الموقف الأمريكي والذي يتضح بما صرّح به مؤخراً رئيس الوزراء البريطاني الذي  دعا الى الانسحاب من اتفاق اوباما واستبداله باتفاق جديد أسماه اتفاق ترامب .. وهو ما قد يتحول  الاتجاه تدريجياً نحو اصطفاف أوروبي خلف ترامب  مقابل حالة من التململ  تجاه ايران ، وفي انتظار اعلان ايران استعدادها القبول بشروط جديده ، والذي يستبعده  كثير من المراقبون رغم ما تتعرض له من عقوبات ..