كورونا وباء عالمي .. ليس لعنة أو لُعبة سياسية - Elegant Writer

Breaking

السبت، 21 مارس 2020

كورونا وباء عالمي .. ليس لعنة أو لُعبة سياسية


ليس من المناسب تحويل وباء كورونا الى لعنة أو لُعبة سياسية  للمزايدة أو الصاقه بدولة أو منطقةً معينه في العالم ـ وان كان ـ قد ظهر بدايةً في منطقة ووهان الصينية  .. لكن الفيروس لا يحمل جنسية بلد معين بعد أن انتشر في معظم بلدان العالم .. وقد أثبت الصينيون بالفعل قدرةً استثنائية في مكافحة هذا الوباء والحد تماماً من انتشاره في المدن الصينيه .. بل تجاوز الجهد الصيني ذلك الى تقديم العون والمساعدة الطبية واللوجستية للعديد من البلدان التي انتشر فيها الفيروس على نحو متسارع مثل إيطاليا .. وعلى هذا النحو ليس من الانصاف ما يتبعه  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  من محاولة الصاق فيروس كورونا بالصين ، ومنحه الجنسية الصينية ..

    النظر الى فيروس كورونا على أنه عدواناً موجهاً من بلد نحو بلد أو بُلدان أخرى لا يدعم الجهد الدولي المشترك وما يتطلبه الانتصار على هذا الوباء من العمل الجماعي لمكافحته .. وهو في ذلك لا يختلف عن تلك الأساليب التي تتبعها بعض الشخصيات الدينية التي تنظر بعين التشفي بالعالم المتقدم فتصوّر انتشار الفيروس على أنه لعنة أصابت تلك الدول نتيجة بعدهم عن الله كما يدعون متجاهلين في ذلك أن معظم أسباب انتشار هذا الوباء في الكثير من الدول ترجع الى  الطقوس الدينية ـ اذ  تكتض  المعابد والكنائس والمساجد بالناس في ظروف غير صحيه .. وادراكاً لذلك فقد أقدمت معظم الدول الى اغلاق دور العبادة والمزارات والأضرحة الدينية وقوبل ذلك الاجراء بتفهم كبير من الكثير من رجال الدين الذين بادروا الى الانخراط في حملة التوعية الصحية  بوسائل الوقاية والسلامة لتجنب الانتشار ، والاصابة بفيروس كورونا .. وعلى الرغم من ذلك لا يزال هناك من يتعامل باستهتار مع تلك الإجراءات في بعض الدول ـ فيقومون بلعق الأضرحة التي يقدسونها كما حدث في ايران ، أو السير في تجمعات لممارسة طقوسهم التي اعتادوها في الظروف العاديه كما حدث في العراق .. ولا يزال هناك من يحاول توظيف الدين ، والاتكال على الله لتبرير استهتارهم بالإجراءات الاحترازيه .. على سبيل المثال هناك من يستخدم القول : قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ـ لتسويق يقينه الايماني بأن الإصابة بالفيروس ما هي الا قضاءً وقدر .. ان مثل هؤلاء يجب التعامل معهم بحزم ، وفي نفس الوقت أن تتناول حملة التوعية الصحية أطروحاتهم الضاره بالمجتمع من خلال خطاب ديني يُقيم الدليل على خطأ ما يذهبون اليه من استهتار ، وتوظيف خاطيء للدين يسيء  لحملة مكافحة الوباء ، والى تعاليم الدين نفسه .


  
انً كورونا سيتحوّل بالفعل الى لعنة على تلك المجتعات التي لن تلتزم بمعايير الوقاية ، والإجراءات الاحترازية ، أو التي ستقلل من أهمية العمل بحزم لمواجهته .. أمّا تلك المجتمعات التي ستتعامل بجدية كما هو الحال في الصين ، اليابان ، المانيا ، كوريا الجنوبية ، الولايات المتحدة الامريكية ، فرنسا ، بريطانيا ، إيطاليا  .. فان تلك الدول بالتأكيد ستتجاوز أزمة كورونا بنجاح ـ والمسألة مسألة وقت فقط ، وبقدر مستوى الحزم  والجدية في اتباع الإجراءات الاحترازية سيكون حجم الضحايا .. وقد أظهر النموذج الصيني الذي تعامل بحزم أكبر منذ البداية مقارنة مع النموذج الإيطالي الذي لم يكن بنفس مستوى الصين ما تعانيه إيطاليا من حالة انتشار الوباء ..

وستظل مهمة عالمية القضاء على الفيروس في كل الكرة الأرضية ، والذي يتطلب من منظمة الصحة العالمية والدول المتقدمة دعم الأنظمة الصحية الضعيفة في الدول المتخلفه التي تسود فيها الخُرافة  الى جانب تلك الأنظمة الصحية الهشّة ..    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق