الانتخابات الايرانية وفيلتر المرشد - Elegant Writer

Breaking

الثلاثاء، 18 فبراير 2020

الانتخابات الايرانية وفيلتر المرشد


يلعب مجلس صيانة الدستور في ايران دور الفيلتر في العملية الانتخابية ، ويمتد دوره فيما بعد ليكون بمثابة فيلتر للتشريعات والقوانين ، وفيلتر رقابة ، وزر تحكم على مجمل الجهاز التشريعي والتنفيذي في النظام السياسي الايراني ..

   وبينما من المقرر أن تجرى انتخابات المجلس النيابي أو التشريعي في ايران بعد أيام قليله وتحديداً في الـ21 من فبراير الجاري  وسط حالة عزوف كبير عن المشاركة في هذه الانتخابات بفعل المزاج الشعبي عقب مقتل الجنرال قاسم سليماني ، وضحايا قصف الطائرة المدنية الأوكرانيه ، وفي ظل حالة الاختناق للاقتصاد الايراني بفعل العقوبات المفروضه عليه .. لا يهم كثيراً ما يمكن أن تنتج عنه العملية الانتخابية طالما ان فيلتر المرشد قد قام باستبعاد ما يمكن أن يطفو على السطح من المرشحين المحتمل تأييدهم أو اقدامهم على عمليات اصلاحية في النظام السياسي وفي التشريعات التي لا تنسجم مع رغبة المرشد والحرس الثوري الايراني .. وهذا ما يفسر خطابات دعوات المرشد  علي خامنئي للشعب للمشاركة في الانتخابات باعتبارها واجباً شرعياً .. فما يهمه هو حجم المشاركة ليقدم رسالة للعالم عن حجم الرضا الشعبي عن نظامه القائم .. أما مسألة النتائج فقد فلترها سلفاً .

   وفي الانظمة الثورية التي لم تنتقل الى وضع الدولة تظل تلك الانظمة والكيانات تستمد شرعيتها من الشرعية الثورية  وهي ليست في ظل هذه الوضعية بحاجه الى اجراء عمليات انتخابية .. لانها لا يمكن أن تسمح بخروج السلطة من تحت عباءتها فذلك معناه الخروج عن أيديولوجيات الفعل الثوري ..

   وعندم تقوم العملية الثورية على طابع ديني كما هو حال الثورة الايرانية التي يطلق عليها بأنها الثورة الاسلامية ـ وتكاد تكون ـ الحركة الثورية الوحيدة في العالم التي تطلق على نفسها هذا الوصف .. فعادةً الحركات الدينية هي أساساً حركات رجعية ، والثورات في العالم قامت للقضاء على الرجعية الدينية بما في ذلك الثورة الصناعية أو النهضة الصناعية في أوروبا التي قامت بعد انهاء سيطرة رجعية الكنيسة ، أو بالاصح سيطرة الكنيسة ورجال الدين على الدولة وأجهزتها .. فما ان تتحالف القوى التقليدية  مع الكنيسة أو أي شكل من الاشكال الدينية حتى تغدو الدولة مجرد ديكور لا وزن له ولا قيمه ..

         عندما تتحول الثورة الى دولة مؤسسات .. حينها تكون الثورة قد انتصرت وتحولت الى مؤسسات تمارس النهج المؤسسي بطريقة ديمقراطية كما هو الحال في المجتمعات المتقدمه التي انتقلت فعلاً من مرحلة الثورة الى مرحلة الدولة ..

  اذن الثورة هي وسيلة من أجل غاية الدولة .. دولة المؤسسات والنظام والقانون .. أما أن تتحول الثورة الى حالة دائمه فهذا غير ممكن .. صحيح أن التغيير الثوري مستمر لكنه يأخذ طابع العمل المؤسسي عندما يتحول الى دولة .. وللدولة أدواتها ومؤسساتها التي لا تنسجم مع ضغوط الفلترة الثورية ..

     مالم ينتقل النظام الايراني الى مرحلة الدولة ويتجاوز التفكيرالثوري سيظل معزولاً عن العالم ، وسيواجه باستمرار صعوبة الاندماج مع النظام الدولي الذي يتحول تدريجياً الى حالة التوحد في التشريعات الاقتصادية ، وكذلك السياسية على مستوى التعامل مع معايير حقوق الانسان ، والاتفاقات الدولية ..ولن يعدو ما يجري في ايران من عمليات انتخابيه  سوى أدوات تجميل لتحسين شكل النظام الديني الثوري ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق