مصيدة الذباب ـ قصه قصيره ـ - Elegant Writer

Breaking

السبت، 2 نوفمبر 2019

مصيدة الذباب ـ قصه قصيره ـ



   
أعرف أنه حيث ينتشر رجال الدين ينتشر الجهل وتزدهر الخرافه ـ صرت على يقين بأن الله عز وجل ليس بحاجه الى ذلكم الجسور البشريه التي تصر الا أن تبتذل وتتفنن في تسويق الدين كما لو أنه كتلة من الجهل ..
    لم أستغرب حينها أن يجعل أحدهم من لحيته مصيدة للذباب ليبرر لنفسه اعتقال عمال النظافه كونهم لم يقوموا بواجبهم في تنظيف لحيته الكثه .. هاهو يلعق العسل ثم يمسح بقاياه على لحيته ، وكذلك ياكل الطعام ، وقبل أن يغسل يديه يفرك بقاياه على لحيته ، وكل ما تحدث ، وأسرف في الكلام تطاير اللعاب فيقوم بتوزيع الفائض منه على لحيته .. حتى باتت لحيته جزء من خطبة جمعته التي يلقيها أسبوعيا ، وتتزايد نشوته كلما تزاحمت أسراب الذباب  .. وفي قمة النشوه .. يدهش المصلين بالقول : الا تعلمون لماذا انتشر مرض كارونا في بلاد الكفار في  أوروبا ، وأمريكا وبريطانيا وروسيا  .. أتعرفون لماذا لأنهم لا يطلقون لحاهم .. وفي بلداننا حيث نطلق اللحى تيمنا بالسلف الصالح نضع عازلا قويا يحول دون وصول فيروس المرض الينا .. ان لحانا هي الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات الكفار ، وفيروسات كارونا ، وأنفلونزا الخنازير .. ان لحانا هي صمام امان أمتنا .. انها الطوق ... وبينما هو يتحدث كان الذباب يقصف ، ويقصف لحيته ، ومن شدة القصف ، ولزوجة بقايا العسل والأكل كانت تلتصق  مجاميع الذباب على لحيته ... انظروا الى هذه الذباب ـ انظروا الى هذا المشهد الحي ـ ان الذباب ـ ينتحر على أسوار لحيتي .. يا سبحان الله .. يالها من آية  .. وياله من درس في الصحة وفي الاعجاز .. انظروا وشاهدوا .... ثم بادروا الى تربية لحاكم والعناية بها .. امسحوا عليها بقايا سمنكم وعسلكم ، بصلكم وعدسكم ... تميزوا واختلفوا عن الكفار والزنادقه الذين يحلقون لحاهم أو يقومون برسم ما يعرف بالسكسوكه عليها .. وكل هذه ما هي الا بدع .. وكل بدعة ظلالة وكل ظلالة في النار .. انظروا الى هذا الذباب كيف يتزاحم على لحيتي يتساقط على أسوارها .. سيدعي الكفار أنهم ضحايا إرهاب لحيتي .. انهم يصفوننا بأننا إرهابيين وبأننا متطرفين لسبب بسيط لأننا نصطاد ذبابهم بلحانا ، ونحارب فيروساتهم ، ونتصدى لامراضهم التي يحاولون نقلها الينا في ما يسمى بالمنظفات أو ما يطلقون عليه الصابون ، الشامبو ، الديتول ... لقد عجزوا عن الأتيان بما أتينا به من اعجاز البيان وقوة الأيمان .. ابتكروا أساليبا ووسائل لمحاربتنا في ديننا ودنيانا حتى أنهم اخترعوا مركبات لنقل المخلفات .. وجعلوا جماعة من الناس تحترف العمل في جمعها ، وفي إعادة تصنيعها ثم يعيدوها الينا من جديد .. لقد جعلوا البعض من رجالنا ونسائنا يعملون فيما يسمى عمال نظافه .. تجدهم يتجولون في الشوارع على أنهم ينظفونها لكنهم في حقيقة الأمر يجمعون العلب والقوارير الفارغة والمخلفات البلاستيكيه ليعيدو تصنيعها ويبيعونها لنا .. وحتى بقايا الشعر واللحى التي يجمعونها من صالونات الحلاقه يقومونا بإعادة تصنيعها كشعر مستعار يبيعونه لنسائنا .... انظروا الى هذا الذباب كيف يتجمع فوق لحيتي ..  يلتصق ينتحر .. انه يتآمر على لحيتي ليجبرني على حلاقتها لياخذها الى الكفار بهدف إعادة تدويرها .. ليعيدها شعرا مستعار الى زوجتي التي تساقط شعرها بسبب مستحضراتهم  .. لكن هيهات ...هيهات  ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق